فقالت حليمة البركة: ليحفظك الله. - ذلك أنني لم أتخل عن حلم قديم.
فتساءل عاشور: حلم قديم؟ - أن نرجع إلى حارتنا، أن نسترد جاهنا، أن نتلقى تحيات من بصقوا في وجوهنا.
فقال عاشور بحزم: تخل عن حلمك يا أخي. - حقا؟ ماذا تخاف؟ إن سحر النقود يصنع المعجزات. - لقد فقدنا الاحترام الحقيقي حتى ونحن أغنياء.
فتساءل باستياء: ما الاحترام الحقيقي؟
هل يفضي إليه بحلمه أيضا؟ ولكنه لم يجد فيه أي ثقة.
يمكن التفاهم مع الحرافيش، أما هذا الشخص الناجح المتهور فلا تفاهم معه.
أجاب بأسى: هو ما فقدناه من قديم.
رفع ضياء منكبيه استهانة وقال بضيق: على أي حال آن لكما أن تودعا هذه الحياة مع الأموات.
فقال عاشور بحزم: كلا. - كلا! ترفض معونتي؟ - نعم. - إنه الجنون بعينه. - المال مال زوجتك ولا شأن لنا به. - إنك تجرحني. - معذرة يا ضياء، دعنا فيما نحن فيه. - ما زلت تسيء بي الظن! - كلا، أعتقد أني واضح تماما.
فقال باستياء باد: لن أترك أمي.
Bog aan la aqoon