هكذا قرئت الفاتحة.
10
وجاء إلى الحارة فتى غريب. نطق وجهه بالعافية، رفل في عباءة بنية، انتعل مركوبا أحمر، طوق رأسه بلاثة من الشاهي المنمنم، في يده مسبحة من الكهرمان. أول من رآه كان زين علباية الخمار. لم يعرفه إلا حين ابتسم فهتف الخمار: من؟ فائز بن ربيع الناجي!
وتطلعت إليه الأعين، غير أنه مضى من توه إلى القهوة، إلى أريكة حسونة السبع. انحنى فوق يده فلثمها، ثم وقف ممتثلا. قال حسونة وهو يتفحصه: ما شاء الله ها قد رجع الهارب!
فقال فائز: مصير الحي إلى أصله!
فقال حسونة السبع بلهجة ذات مغزى: آثار الشطارة بادية عليك.
فقال فائز بخشوع: هذا من فضل ربي.
ودخل القهوة عند ذلك موسى الأعور، وفي أعقابه دخل شيخ الحارة يونس السايس، وهتف موسى: في ساحة فتوتنا يتحقق العدل.
فنهره الفتوة قائلا: لا تنهق كالحمار.
فقال الرجل: باع العربة والحمار ثم تاجر بمالي!
Bog aan la aqoon