354

ولكن الغضب اجتاحه فصاح: اشهدوا جميعا على أنني أطرد هذا الابن العاق من بيتي، وإنني أتبرأ منه إلى يوم القيامة.

43

وتلقت نور الصباح الخبر كمصيبة دهماء فصرخت: لن أفرط في ابني أبدا!

فكرهها شمس الدين في تلك اللحظة بكل قوة حنقه وغيظه وصاح: لن يدخل هذا البيت ما حييت! - ابنى، لن أفرط فيه!

فقال بلا وعي: إنه ينضح بأصلك القذر!

فأجابته فاقدة الوعي أيضا من اليأس والغضب: ليس في أصلي دعارة أو جنون.

فلطمها لطمة أسقطتها على أرض الحجرة، فجنت من الغضب وبصقت على وجهه. عند ذاك صرخ: اذهبي فأنت طالق بالثلاثة!

44

أقامت نور الصباح وسماحة في شقة واحدة. انخرط الفتى في عصابة سمعة الكلبشي ولكنه لشدة إسرافه لم يذق الرضا قط. ولم يخف كراهيته لأبيه عن أحد، وخاض في معايب آل الناجي بكل قحة كأنه أكبر أعدائهم.

وعاش شمس الدين وحيدا. ولم يعد ينعم بالأمان أو الطمأنينة. وتوقع لنفسه نهاية مثل نهاية أبيه أو أفظع. وتوثب للدفاع عن نفسه بكل وسيلة. كان يغدق على عماله ليريح قلوبهم، ويحكم إغلاق شقته بابا ونوافذ، وبذل العطاء لسمعة الكلبشي وتودد إليه ما استطاع إلى ذلك سبيلا.

Bog aan la aqoon