47
وذات ليلة سألته زينات الشقراء وهما في غاية من الانسجام والانبساط: لم لا تحقق آمال الحرافيش؟
فرمقها بدهشة وسألها: ماذا يهمك من ذلك؟
فقبلته وقالت بإخلاص: كي تطارد الحسد فالحسد قتال!
فهز منكبيه استهانة وقال: أصارحك بأنني أحتقر الناس. - ولكنهم مساكين! - لذلك أحتقرهم!
وتقلص وجهه الجميل تقززا، ثم قال: لا تشغلهم إلا لقمة العيش.
فقالت بإشفاق: أفكارك تخيفني. - لم لا يسلمون للجوع كما يسلمون للموت؟!
اجتاحتها ذكريات صباها مثل عاصفة ترابية خانقة، فقالت: الجوع أفظع من الموت!
ابتسم مسبلا جفنيه على نظرة احتقار باردة.
48
Bog aan la aqoon