313

43

وذات مساء استأذنت زينات الشقراء في مقابلته. استقبلها في بهو الضيوف. تركها تنبهر بالأثاث، بالتحف، بالقناديل المزركشة. تجردت من ملاءتها وبرقعها. جلست على ديوان قطعة من الفتنة المسلحة. وتساءلت برشاقة: ترى كيف أعلل حضوري؟ أأقول مثلا إنني أريد تأجير شقة في عمارتك الجديدة؟

فوجد نفسه يجاملها قائلا: لن يطالبك أحد بتعليل.

فضحكت راضية وقالت بصراحة: قلت لنفسي فلنزره ما دام يبخل علينا بالزيارة.

شعر بأنه هبط أولى درجات الإغراء، ولكنه لم يحفل بذلك وقال: حللت أهلا وسهلا! - شجعني لطفك الذي تقابلني به كل أصيل.

ابتسم. وتردد سؤال خلف الابتسامة: إلام آل حال قمر في قبرها اليوم؟

وسألته بجرأة عجيبة: ألم أعجبك؟

فقال بصدق: إنك تحفة. - وهل مثلك يشعر ولا يفعل؟!

فتمتم في حيرة: غابت عنك أشياء. - إنك أقوى الرجال فكيف تنام كما ينام الفقراء؟

فقال ساخرا: الفقراء ينامون نوما عميقا! - وكيف تنام أنت؟ - لعلي لا أنام!

Bog aan la aqoon