وسألتها جدتها عزيزة هانم: تريدينه زوجا لك؟
فأجابتها بشجاعة نادرة: نعم.
فهاجت ألفت هاتفة: إنه ابن زهيرة!
فهزت منكبيها استهانة، غير أن الأم تجاهلت رغبة ابنتها بعناد وحشي.
ورحبت بخاطب من آل الدهشوري، ولكن قمر أعلنت رفضها له بلا تردد.
وانهالت ألفت على ابنتها باللوم والتقريع، ولكنها أصرت على رأيها حتى قالت: فلأبق بلا زواج!
فصاحت أمها: حلت بك روح زهيرة الشريرة. - فبكت قمر ولكن ألفت لم ترق لها وقالت بعناد: ابقي بلا زواج فهو عندي أفضل.
20
وتدهورت صحة عزيزة هانم فجأة بحكم الشيخوخة والأحزان. ذبلت ذبولا شديدا، وتغير لونها، وسرعان ما عجزت عن الحركة فلزمت الفراش. لم تفارقها ألفت. جزعت للوحدة التي تتهددها في الدار الكبيرة، غير أن عزيزة قالت لها: لا تخافي، سيمن الله علي بالشفاء.
وصدقتها كما اعتادت أن تصدقها دائما، ولكن العجوز تمتمت بصوت كأنه صوت شخص آخر: إنها النهاية يا ألفت.
Bog aan la aqoon