وتزور الحسين، وتسر بتجمهر الشحاذين حولها، وتهب العطايا والصدقات.
75
وأنجبت لعزيز ذكرا أسماه شمس الدين، فازدادت الدنيا جمالا وكرما. وعلى حين مضت هي تتألق جمالا وشبابا، مضى المعلم عزيز ينحدر نحو شيخوخة مبكرة. وعاملت أسرتها بكرم فاق كل تصور، فعاشت أمها وأخواتها حياة رغدة. وحيرها سؤال لحوح؛ ماذا عليها أن تفعل كي تخلق لنفسها سيرة فذة لم تحظ بها امرأة من قبل؟!
76
وذات مرة غادرت جامع الحسين كالعادة وسط مظاهرة من الشحاذين والمجاذيب. أجلست جلال وراضي على مقعديهما، وهمت بالصعود عندما سمعت صوتا قريبا يهمس: زهيرة.
نظرت نحو الصوت فرأت محمد أنور يطالعها بوجه الموت. انذعرت مندفعة نحو الدوكار، ولكن الرجل رفع عصا غليظة وهوى بها بكل قوته على رأسها النبيل الجميل فتهاوت على الأرض صارخة. وظل يضرب الرأس بوحشية حتى هشمه تماما غير مبال ببكاء جلال وراضي.
لم يبق من وجه البهاء والجمال إلا عظام محطمة غارقة في بركة من الدم.
جلال صاحب الجلالة
الحكاية السابعة من ملحمة الحرافيش
1
Bog aan la aqoon