278

كسر الباب. تدفق إلى الداخل نوح الغراب، المعلم عزيز، وجبريل الفص شيخ الحارة. تراجع محمد أنور. سقطت زهيرة مغمى عليها. دوى صوتا جلال وراضي.

شغل الرجال بإعادتها إلى الوعي. أفاقت. اختفى محمد أنور تماما. نظر نوح الغراب إلى جبريل الفص نظرة ذات معنى، فقال شيخ الحارة بنبرة رسمية: جريمة شروع في القتل وهرب!

فتمتم عزيز: يكفي أنه هرب.

فتساءل نوح الغراب: والجريمة؟

وقال جبريل الفص: الجريمة واضحة مثل الشمس ونحن شهودها!

وقال عزيز مخاطبا زهيرة: أدعوك إلى البيات عند أمي هذه الليلة!

59

اختفى محمد أنور دون أن يطلقها. سرعان ما رجعت إلى شقتها. ثملت بادئ الأمر بشعور الحرية، ثم آمنت بأنها ما زالت مشدودة إلى زوجها برباط الزوجية. رغبت بشدة في الانطلاق، واجتاحتها نفثات الأحلام الذهبية.

صممت على ألا تضيع دقيقة من حياتها. وزارت المعلم عزير سماحة الناجي وقالت له: هرب وهو الآن يمارس انتقامه من بعيد.

أدرك عزيز ما تعنيه. وجد فيه عذوبة وسحرا. ثمل بالغبطة والأمل.

Bog aan la aqoon