276

فتساءل المأمور: هل تسمع نصيحة وإن بدت غريبة؟ - ما هي؟ - طلق زوجتك!

ذهل محمد أنور وتمتم: أنت تنصحني بذلك؟! - إنه أشق على كرامتي مما هو على كرامتك، ولكني أخاف على حياتك. - أكاد أجن يا حضرة المأمور.

فقال المأمور بدهاء: ما هو إلا إجراء مؤقت حتى أسوي الحساب مع الطاغية. - إجراء مؤقت؟ - ثم يعود كل شيء إلى أصله!

تفكر محمد أنور مليا، ثم قال: سأفكر في الأمر بكل جدية.

57

رجع محمد أنور إلى بيته وهو يتخبط في اليأس. ومن جوف اليأس دهمه إلهام مباغت، فقال لزهيرة: اجمعي ما خف وغلا، سنهرب الليلة بعد أن تنام الحارة.

ذهلت زهيرة وتمتمت: نهرب!

حتى المأمور نصحني بأن أطلقك! - المأمور؟! - اعترف بعجزه عن حمايتي فلم يبق إلا الهرب.

فطنت إلى ما وراء نصيحة المأمور، ولكنها لم تدر كيف تتصرف مع زوجها. تساءلت بارتياع: أين نذهب؟ - بلاد الله واسعة، معي مال لا بأس به، سننشئ عملا جديدا.

يا للشيطان! يريد أن يبدد أحلامها بضربة واحدة؛ كي تصبح طريدة، ولكي ترتبط به إلى الأبد، كي تئد القوة والوجود، كي تذوب في عتمة الشقاء مثل سماحة. ومن يدري فقد تضطر إلى العمل بيدها من جديد مثل المتسولات؟ ألا فليهرب الجبان وحده! فليختف من حياتها إلى الأبد! - لا تضيعي الوقت.

Bog aan la aqoon