55

Haqiqat al-Ta'wil - Atlas Edition

حقيقة التأويل - ط أطلس

Baare

جرير بن العربي أبي مالك الجزائري

Daabacaha

دار اطلس الخضراء للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

المستقيم لا لإضلالهم. فإذا أحطت بهذا؛ فكل نص في كتاب الله ﷿ أو في السنة المقطوع بها - يخبر بصفة من صفات الله ﷿ وله معنى ظاهر يعلم أن العرب الذين دعاهم النبي ﷺ لا يفهمون غيره - فلا مفر للمسلم من الإيمان به. ثم اعلم [أن] من الصفات ما لا شبهة لمن أنكره أصلا، كما قد قدمنا في الحياة واليد مفصلا. ومنها ما لم تكن فيه شبهة ولكن نشأت الشبهة فيه لمن اطلع على كلام الفلاسفة؛ وهذا لا بد للمسلم من الإيمان به وتكذيب الفلاسفة علمًا بأن العقل الإنساني قاصر وأن إدراكه يتفاوت وأنه كثيرا ما يتوهم أنه قد أدرك إدراكا قطعيا وهو مخطئ. ومن تأمل اختلاف الفلاسفة والمتكلمين من كل أمة، وتخطئة آخرهم لأولهم - مع زعم كل منهم أن عقله أدرك ما قاله إدراكا خاطئا - تبين له هذا. ولو اطلعت على آراء فلاسفة العصر لرأيت من ذلك كثيرا جدا. ومنها ما تعرض الشبهة فيه لكل أحد؛ وهذا لا بد للمسلم من الإيمان به، وصرف نفسه عن استرسالها في الفكر.

1 / 79