128

Haqiqat al-Iman

حقيقة الإيمان

Noocyada

وحينئذ فقد يجتمع في الإنسان إيمان ونفاق، وبعض شعب الإيمان وشعبة من شعب الكفر، كما في الصحيحين عن النبي ﷺ أنه قال: "أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا ائتمن خان، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر"، وفي الصحيح عنه ﷺ أنه قال: "من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق".
وقد ثبت في الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال لأبي ذر: "إنك امرؤ فيك جاهلية". وفي الصحيح عنه ﷺ قال: "أربع في أمتي من أمر الجاهلية لن يدعوهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والنياحة، والاستسقاء بالنجوم".
وفي الصحيحين عنه ﷺ أنه قال: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر".
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت".
وفي الصحيحين عن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: "لا ترغبوا عن آبائكم فإن كفرًا بكم أن ترغبوا عن آبائكم" (١) الخ.
الفصل الثاني
بحث في أقسام المعاصي
دلت الآيات الكريمة، والأحاديث الصحيحة، والمنقول من أقوال الصحابة والتابعين والأئمة بإجماعهم على أن الذنوب تنقسم إلى قسمين:
١ - القسم الأول: لا يغفره الله تعالى، وهو الكفر والشرك.
٢ - القسم الثاني: يغفره الله تعالى لمن شاء من الموحدين - سواء مغفرة مطلقة أو بعد التطهر منه بالنار.
قال تعالى: (إن الله لا يغفر أن يُشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) (٢) .
فدلت هذه الآية الكريمة بظاهرها على المعنى الذي قلناه من أن من الذنوب ماهو شرك ومنها ماهو دون ذلك.

(١) الإيمان الأوسط" ط "مكتبة الفرقان" ص ٦٣:٥٦.
(٢) "النساء" ٤٨، ١١٦.

1 / 128