Xaqiiqda: Hordhac Gaaban oo aad u Kooban
الحقيقة: مقدمة قصيرة جدا
Noocyada
م مستقبل «في الماضي البعيد».
هذه الأوصاف لا يتوافق بعضها مع بعض وحسب، على عكس أوصاف مثل «مستقبل في 1850»، وإنما تتغير بمرور الوقت أيضا؛ فكلما تقدم الزمن، تغير الحدث م من كونه حاضرا «في الماضي» إلى كونه حاضرا «في الماضي البعيد». وتكمن المشكلة في أننا حين نتحدث عن الزمن، فإننا لا نتحدث عن الحاضر وحسب، بل نتحدث عن الماضي أيضا؛ على سبيل المثال، يعد وقوع معركة هاستينجز حقيقة ماضية «في وقتنا الحاضر». ومن أمثلة الحقائق الماضية الآن حول عيد ميلاد ماك تاجارت في عام 1866 ما يلي:
م ماض «في الماضي القريب»،
م حاضر «في المستقبل القريب»،
م مستقبل «في الحاضر».
للأسف، هذه الحقائق لا تتوافق مع أوصاف النسق (أ) التي ذكرناها للتو (على سبيل المثال، م لا يمكن أن يكون ماضيا في الحاضر ومستقبلا في الحاضر)؛ فبهذه الطريقة سيواجهنا تناقض. وبما أن النسق (ب) لا يصل بنا إلى جوهر الزمن، والنسق (أ) يؤدي إلى تناقضات، يستنتج ماك تاجارت أن الزمن ليس واقعيا؛ وبهذا فإننا عندما نتصور الزمن، نتصور شيئا خياليا.
تبنى كورت جودل - وهو أحد أعظم علماء الرياضيات في القرن العشرين وربما على مر العصور - وجهة نظر مشابهة. أشار جودل إلى أن التدفق المتجرد للزمن، أي الزمن وفقا لفهم النسق (أ)، لا بد أن يعني ضمنا أن الواقع الحقيقي، المفهوم بوصفه كل ما هو موجود، ينمو بمرور الزمن؛ فمع مرور الزمن، تقع الأحداث المستقبلية فحسب وتزيد مجموعة الأحداث الواقعة، مضيفة إلى تراكمات اللحظات الحاضرة التي سرعان ما تصبح ماضية؛ فكعكة عيد الميلاد التي أريد صنعها في الغد ليست موجودة حتى الآن، ولكن بتحرك عيد الميلاد من المستقبل إلى الحاضر، تصبح الكعكة من مجرد كائن مستقبلي محتمل إلى كائن حالي حقيقي؛ فالواقع الآن يشتمل على شيء جديد لم يكن موجودا من قبل؛ ألا وهو كعكة عيد الميلاد.
من العوائق التي تواجه هذه الفكرة أن أفضل النظريات المادية الحالية، ولا سيما النظرية الخاصة للنسبية، لم تعد تتيح لنا التحدث عن «الزمن الحاضر» بأي معنى مطلق؛ فلنضرب مثالا بسيطا، لنفترض وجود مصباح كهرباء يضيء عربة سكة حديدية متحركة عبر نافذة في منتصف العربة، ثمة مرآة في كلتا نهايتي العربة، وبما أن كلتيهما على المسافة نفسها من النافذة، فإن الراصد داخل العربة سيرى الضوء منعكسا من كلتا المرآتين في الوقت نفسه، إلا أنه بالنسبة للراصد من خارج العربة، يبدو أن الضوء يصل إلى إحدى المرآتين قبل الأخرى؛ نظرا لأن إحدى المرآتين تتحرك نحو الضوء المقترب مع تحرك العربة، بينما تتحرك الأخرى مبتعدة عنه؛ ومن ثم علينا أن نقول إن الحدثين أنفسهما (حدثي اصطدام الضوء بالمرآتين) متزامنان بالنسبة لأحد الراصدين، وغير متزامنين بالنسبة للآخر. من المستحيل إذن أن نفرقع أصابعنا الآن وندعي أن ثمة طريقة موضوعية يمكننا استخدامها للإشارة إلى كل الأحداث التي تقع في وقت فرقعة الأصابع نفسه، أو على الأحرى كل الأحداث التي تقع في الحاضر المطلق. فمن وجهة نظرنا، حدثت الفرقعة وبعض الأحداث الأخرى (دقة الساعة واهتزاز الجرس) في الوقت نفسه، ولكنها بالنسبة لراصد آخر ربما حدثت متتالية.
لكن هذا يعني أنه لا يوجد واقع موضوعي بشأن ماهية الكائنات التي تعد جزءا من الواقع المتنامي وتلك التي ليست كذلك؛ فكل ما هو موجود في الزمن الحاضر يعد جزءا من الواقع، ولكن «الزمن الحاضر» بالنسبة لمن؟ يبدو أننا مدفوعون لأن نقول إنه ليس التزامن فقط مسألة نسبية للراصد داخل الإطار المرجعي القصوري، ولكن الواقع أيضا نسبي؛ نظرا لأن زمني الحاضر قد يشتمل على أشياء مختلفة عن زمنك الحاضر.
إلا أنه من الصعب توفيق هذه النظرة للحقيقة مع معانيها الأكثر الجوهرية فيما يتعلق بتعريف نهاية العالم أو تعريف السلحفاة. إذا كان الحقيقي هو الموجود بغض النظر عن أي شيء، أو هو ما يتبقى إذا ما تتبعنا سلسلة الاعتماد من الجزيئات للذرات، للجسيمات دون الذرية، وما وراءها؛ فإن كون هذا الشيء نسبيا للراصد لا يبدو خيارا متاحا؛ ولذا فإن الكثير من المفكرين، ومن بينهم جودل، قد فضلوا إنقاذ مفهوم الواقع المطلق عن طريق رفض فكرة التدفق المتجرد للزمن، والواقع المتنامي بتحول المستقبل المحتمل إلى حاضر فعلي.
Bog aan la aqoon