فجوابنا: أنه سبحانه إنما يخلق الأشياء لمنافع غيره، فإن كان ذلك الملك بحيث إذا لم يؤته تعالى بعض العباد فقد الانتفاع به، فلا بد من ذلك NoteV00P069N01، وإلا فجائز خلافه، وخلاف ذلك قد يكون على وجهين: أحدهما أن يجعله سبحانه كالمباحات، والثاني أن يفرقه في العباد تفريقا لا يبلغ حد الوصف بالملك، لأنه إنما يوصف بذلك عند اجتماع أمور كثيرة تشتمل عليها يد انسان واحد.
9 - وعندي في ذلك وجه آخر، وهو: أنه يجوز أن يكون معنى قوله تعالى: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء)، أي: مالك القدرة، تؤتي القدرة من تشاء، وتنزعها ممن تشاء. وهذا القول على أصل قول أبي علي: إن معنى قوله سبحانه: (مالك يوم الدين)، أي: قادر على يوم الدين. لان كل مالك لشئ على الحقيقة فهو قادر عليه، وكل قادر على شئ يمكنه فعله أو تصرفه فهو مالك له.
وحجته على ذلك أن أكثر ما يستعمل الملك في الأشياء الموجودة، ويوم الدين لم يوجد بعد، وقد أخبر تعالى: أنه مالك له، فليس معنى ذلك إلا أنه قادر عليه، فليس بمستحيل أن (يسمي) NoteV00P069N02 القدرة ملكا لان بها يملك الانسان أمره، ويحمي جانبه، ويمنع مجاذبه، ويتطرق إلى قود المستصعبات، وبلوغ الغايات، وقد قيل في المثل: (العافية
Bogga 69