Xaqiiqda Aqoonta
حقائق المعرفة
Noocyada
وعندنا وعند بعض المعتزلة وسائر الأمة أنه الكتاب المعقول، وأن الله تعالى وكل الملائكة -صلى الله عليهم- على جميع المكلفين من الآدميين يكتبون ما يفعلون، وقد ورد بذلك القرآن، قال الله تعالى: {وإن عليكم لحافظين ، كراما كاتبين ، يعلمون ما تفعلون}[الإنفطار:10-12]، وقال تعالى: {إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}[ق:17،18]، وقال تعالى: {إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين}[يس:12]، وقال تعالى حاكيا قول النادمين يوم القيامة: {ياويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا}[الكهف:49]، وقال تعالى: {يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ، فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه ، إني ظننت أني ملاق حسابيه ، فهو في عيشة راضية ، في جنة عالية ، قطوفها دانية ، كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية ، وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني لم أوت كتابيه ، ولم أدر ما حسابيه ، ياليتها كانت القاضية ، ما أغنى عني ماليه ، هلك عني سلطانيه}[الحاقة:18-29]، وقال تعالى: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ، اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا}[الإسراء:13،14]، وقال تعالى: {وكل شيء فعلوه في الزبر ، وكل صغير وكبير مستطر}[القمر:52،53]. فصح أن الكتاب هو الكتاب المعقول.
ومعنى قول الله تعالى: {ألزمناه طائره في عنقه} يريد: فعله، خيره وشره، وسعادته وشقاوته، قال الله تعالى : {قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم ، قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون}[يس:18،19]. وحجة من قال: (الكتاب هو العلم) قول الله تعالى: {وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون}[الروم:56]. قالوا: المراد به: لقد لبثتم في علم الله. وقد يمكن أن يحمل معنى الآية على هذا، ويمكن أن يكون المراد به: لقد لبثتم فيما وجدنا في كتاب الله الذي هو القرآن أنكم لبثتم إلى يوم البعث.
Bogga 380