280

وإن قالوا: إن كل من أصيب بالموت قبل هذا الحد فإن مصابه من قبل تعدي من يتعد عليه، أو تفريطه في نفسه؟ قلنا: الطفل إذا أصيب بمصيبة الموت، ولم يكن من أحد تعد عليه ولا تعدى على نفسه؟!

فإن قالوا: مصابه بتعد وتفريط من وليه. قلنا: فلا يكون المتعدي عليه إلا مأثوما، وإذا كان كذلك كان مصابا بمصيبتين: إحداهما موت ولده، والأخرى: الإثم في تفريطه فيه وترك منعه للموت عنه، وهذا ما لا يقول به أحد غير هذه الفرقة، وقد روي أن إبراهيم إبن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مات وهو ابن ستة عشر شهرا فإلى من ينسبون موته؟ وقد قال الله تعالى: {هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون}[غافر:67]، وقال تعالى: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لايات لقوم يتفكرون}[الزمر:42].

Bogga 353