270

و[الأجل] المخروم من فعل العباد، وهو كل ما كان يجب فيه القصاص أو الدية أو كان قصاصا بذاته، أو حدا، فهذا الأجل من فعل العباد، ولا ينسب إلى الله تعالى؛ ولأن الله قد أعطى العباد الاستطاعة على فعل الطاعة وعلى فعل المعصية، وعلى فعل الشيء وتركه، ومكنهم وخلاهم للبلية. وقد يصرف التعدي والظلم عن بعض خلقه لمصلحة في ذلك، ويكون الصرف منه باللطف، ويكون بالقهر كصرفه لفرعون عن موسى عليه السلام في صغره باللطف، فإن الله أوجد له في قلب فرعون وقلب امرأته رحمة ورأفة ، وصرفه عنه في كبره بالقهر حيث فرق له البحر فأنجى وليه وأغرق عدوه، وذلك لما أراد من موسى عليه السلام من تبليغ الرسالة والهدى للناس من الجهل والضلالة والردى. وكذلك إبراهيم عليه السلام لما رمي به في النار فجعلها الله بردا وسلاما، وكذلك عيسى بن مريم عليه السلام فإن الله فداه ببعض الذين أرادوا قتله، قال الله تعالى: {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم }[النساء:157].

Bogga 343