253

فصل في الكلام في الرزق

اعلم أن الرزق جعله الله للناس، والدواب، والطير، متاعا، وجعل هذه الأصناف لا تحيا إلا به، وجعل الحاجة إليه بلية.

واعلم أن الرزق ينقسم قسمين: فقسم منه أنعم الله به على عباده؛ كالمواريث والمطر والشجر والثمر والعافية وتمام الاستطاعة، وأمثال ذلك. وقسم يحصل بالاكتساب والطلب؛ كالتجارة والضرب في الأرض، والإجارة والصناعة والحرث، وأشباه ذلك. فجعل الله بعض الرزق لا يحصل إلا بالاكتساب. والطلب بلية ومحنة وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعلي عليه السلام: ((يا علي غم العيال ستر من النار ، وطاعة الخالق أمان من العقاب، والصبر على الفاقة جهاد، وأفضل من عبادة ستين سنة)).

واعلم أن الرزق من الله عام لجميع المرزوقين، المكلفين وغير المكلفين، المطيعين والعاصين. والرزق من تمام الخلق، ولولا الرزق من الله لما حي المرزوق، ولكانت الحجة على الخالق للمخلوق -تعالى الله عن ذلك، بل خلق ورزق، وأسبغ النعمة وأكمل له على خلقه الحجة.

Bogga 326