Hanin Ila Kharafa
الحنين إلى الخرافة: فصول في العلم الزائف
Noocyada
personal adjustment
في مقبل العمر، حسن، ترى ماذا يكون «التوافق الشخصي» وكيف لنا أن نقيسه؟ أنقيسه بعدد الأصدقاء في فترة المراهقة؟ أبالنجاح المدرسي؟ بالسعادة بالمجال المهني المختار؟ في مثل هذه الحالات التي تكون فيها الظاهرة قيد البحث غير واضحة يكون لتصوراتنا المسبقة أشد التأثير؛ ذلك أن أي مقياس للتوافق مؤيد لاعتقاداتنا المبدئية سيكون حريا أن نتشبث به على أنه الاختبار الصحيح . أما إذا كانت الدعوى تقول بأن الرعاية النهارية في الرضاع تعوق «الإنجاز المدرسي» فإن الأمور تزداد تحددا وصلابة بعض الشيء ؛ ومن ثم تقل فرصة تصوراتنا المسبقة في أن تؤتي أثرا.
هكذا نتبين أن غموض الدعوى وعدم تحددها يجعل من العسير تكذيبها ومن اليسير العثور على ما يؤيد جوانب منها بشكل أو بآخر، وهذا مما يقصر على العرافين وقراء الطالع طريقهم وييسر مهمتهم؛ فهم يقولون للناس كلاما عاما غير محدد، ويتكفل الناس بالبحث في ذاكرتهم وأفهامهم والعثور على مؤيدات لهذا القول العام.
يطلق على هذه الظاهرة «أثر بارنم»
Barnum effect ، نسبة إلى المخرج الاستعراضي ومقاول السرك في القرن التاسع عشر ب. ت. بارنم
، كان بارنم يعزو نجاحه إلى أنه يقدم مقاسا واحدا يناسب الجميع! أو - على حد قوله - «لدينا شيء ما لكل شخص.» وهو القائل أيضا: «هناك مغفل «جديد» يولد كل لحظة.» يشير بارنم بهذا القول الساخر إلى ميل الناس على الدوام إلى تصديق توصيفات شخصية زائفة على أنها تصف شخصيتهم الخاصة على نحو فريد.
ويطلق على هذه الظاهرة أيضا «أثر فورر»
Forer effect ، نسبة إلى عالم السيكولوجيا برترام فورر
Bertram R. Forer (1914-2000م)، الذي اكتشف أن الناس تميل إلى قبول توصيفات شخصية عامة على أنها تنطبق عليهم هم بصفة خاصة غير مدركين أن نفس الوصف يمكن أن ينطبق على أي شخص كان.
21
Bog aan la aqoon