Hanin Ila Kharafa
الحنين إلى الخرافة: فصول في العلم الزائف
Noocyada
في مثل هذا المناخ الوجودي كان التجريد الذهني محالا، وكان على الفكر أن يكتسي صورا لا تنفصل عنه. كان على الفكر أن يكون تصويريا أسطوريا، ومن ثم كانت الأسطورة عنده هي حق اليقين. هي حقيقة اتخذت شكلا، بل هي فكر وفعل في آن معا: إنها ضرب من الاستدلال العقلي يفوق الاستدلال بأنه يبغي إحداث الحقيقة التي يعلن عنها، «ضرب من الفعل أو المسلكة المراسيمية، لا يجد تحقيقه بالفعل نفسه، ولكن عليه أن يعلن ويوسع شكلا شعريا من أشكال الحقيقة.»
1 (2) منطق الفكر الأسطوري
للفكر الأسطوري منطقه الذي ينبغي أن نفهمه و«نواجده»
2
إن شئنا أن نعي موقف الإنسان الأول وندرك محنته الخاصة التي اضطرته إلى أن يفكر كما فكر ويسلك كما سلك.
لم يكن الإنسان الأول يميز بين الذاتي والموضوعي؛ لأنه مغمور بالظواهر وغير قادر على الانسلاخ من الأحداث.
كانت «السببية» عنده مشخصة مغرضة؛ فإذا بحث عن «السبب» فإنه يبحث عن ال «من» لا عن ال «كيف»، إنه يبحث عن إرادة شخصية ذات غرض تأتي فعلا معينا.
لم تكن قوانين الفكر الثلاثة: (الذاتية/عدم التناقض/الثالث المرفوع) تعمل في ذهنه، ومن ثم كان يحتمل التناقضات ولا ينفر منها مثلما ننفر. كانت المتناقضات تتراص في ذهنه في وئام وسلام! كان بوسع الإنسان الأول أن يقدم جنبا إلى جنب أوصافا متباينة لظواهر متماثلة، وإن يستلزم الواحد نفي الآخر
mutually exclusive ، كان يسلم بصواب عدد من المداخل إلى المشكلة في آن واحد. إنه على إدراك تام بوحدة كل ظاهرة طبيعية يراها في أزياء عديدة متباينة، ففي تعدد صور الظواهر إنصاف لما فيها من تعقيد.
3
Bog aan la aqoon