306

Hamayan Zad

هميان الزاد إلى دار المعاد

Noocyada

{ لآيات } دلائل على وجود الله تعالى وكمال قدرته، وجمع آية على سبيل التوزيع، أى فى كل واحد من ذلك آية أو جمعها لأن فى كل واحد من ذلك آيات كثيرة لكن بحيث يجوز أن تسمى آية واحدة كما فى الوجه الأول. { لقوم يعقلون } يدركون الحق بعقولهم لتفكرهم بعقولهم واستعمالهم إياها، فيوقنون أن لهذه الصنعة صانعا قادرا كل القدرة سبحانه وتعالى. قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم

" ويل لمن قرأ هذه الآية فمج بها "

أى لم يتفكر فيها، شبه سماعها بدون أن تدخل إلى القلب بإدخال شئ فى الفم حلو مرغوب فيه بدون أن يسوغه لبطنه، بل أخرجه ورمى به.

[2.165]

{ ومن الناس } أراد الناس إجمالا المشركين والمؤمنين، ومن للتبعيض، والبعض المتخذ أندادا مشركون لا مؤمنون، ويجوز أن يريد الناس المشركين لأن بعض المشركين لا يتخذ أندادا، وإشراكه إنما هو من جهة إنكار الله سبحانه أو نبى أو كتاب. { من يتخذ من دون الله أندادا } أى أصناما يسمونها أندادا، لأنها تعادل الله عز وجل سبحانه وتعالى فى زعمهم الباطل، وأسماها الله بذلك باعتبار اعتقادهم فيها، لأنها تفعل لهم أشياء كما يفعل الله، ويترك الله بها بعض ما أراد بهم. والند المثل المقاوم والمنازع، وقيل أندادا رؤساء من رجالهم يطيعونهم، فى معصية الله عز وجل، وسماهم أندادا باعتبار مقتضى اتباعهم ، وترك ما أمر الله عز وعلا، كأنهم أمثال لله مقاومون له قادرون قدرته، حتى أساغوا لأنفسهم طاعتهم ومعصية الله، أو باعتبار هؤلاء الرؤساء فى الأمر بمعصية الله ورضاهم بها، كأنهم مقاومون له تعالى، ويحتمل عندى وجه آخر هو أن الله جل وعلا شنع عليهم فى اتخاذهم أندادا من جنسهم، كما شنع عليهم فى اتخاذ الأصنام مما هم خير منهم، ويدل لهذا الاحتمال والقول قبله قوله تعالى

إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا

وبقوله يحبونهم بضمير العقلاء الذى هو هم، الذى أصله أن يكون للعاقل تحقيقا لا للعاقل تنزيلا، ويجوز أن يراد بالأنداد الأصنام والرؤساء معا وما يشغل عن عبادة الله عز وجل. قال مجاهد الأنداد الأوثان، وهو مثل تفسيرى له بالأصنام. { يحبونهم } الواو ضمير من باعتبار معناه، وقد اعتبر لفظه فى قوله يتخذ والهاء للأنداد وهم عقلاء لأنهم الرؤساء، أو لهم وللأنداد تغليبا أو تنزيلا للأنداد من الأصنام منزلة العقلاء، أو للأنداد وتنزيلا كذلك، والحب ميل القلب إلى الشئ ومناسبته والرغبة فيه، وهو نقيض البغض، وسمى بذلك حبا بضم الحاء أخذا من لفظ الحبة بفتح الحاء، وهى نفس القلب، لأن الحب بالضم ميل القلب أو أخذا من حبة القلب وهو الجزء الذى هو أدخل وأدق فيه، لأن الحب أصابه ورسخ فيه، ويحتمل أن يكون الحب بمعنى التعظيم والطاعة، وساغ ذلك لأن الحب سبب للطاعة والتعظيم فى الجملة. { كحب الله } أى كحب المؤمنين الله، فالحب مصدر مضاف لما هو مفعول اصطلاحا وهو لفظ الجلالة بعد حذف الفاعل، وهو المؤمنون، ووجه الشبه الاجتماع فى الحب، أحب المشركون الأنداد كما أحب المؤمنون الله، جل وعلا، لا المساواة فى الحب، فإن المؤمنين أشد حبا لله، والدليل على فاعل المصدر الذى هو المؤمنون أن الحب الحقيق المتبادر هو حب المؤمن به المطيع له إياه، لا حب الكافر فلا لبس، وكذا إن قلنا إن الحب مصدر للمبنى للمفعول، لأن الفاعل أيضا هو المؤمنون، ويجوز أن يراد كحب هؤلاء المشركين الله، فحذف فاعل المصدر وهو المشركون ، أو المصدر من المبنى للمفعول والفاعل هو المشركون كذلك، ووجه ذلك أن المشركين لا يخلون من حب الله حبا ما لأنهم يقرون بوجوده ورزقه، كأنهم يحبونه ويتقربون إليه بالأنداد، فيجمعون فى قلوبهم حب الله وحب الأنداد ولو تفاوتا عندهم، أو يسوون بينه وبينها فى الحب حتى إذا اضطروا أخلصوا لله تعالى، كما قال الله تبارك وتعالى

فإذا ركبوا فى الفلك دعوا الله مخلصين له الدين

وقال عز وجل

تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين

Bog aan la aqoon