{ وأيدناه } قويناه والأيد القوة، وقرئ أيدناه بهمزة فألف وفتح الياء خفيفة، والمعنى واحد كما قال أجده بتشديد الجيم بمعنى قواه واجد بتخفيفها بعد ألف وهمزة، والمعنى واحد، ويقال الحمد لله الذى أجدنى بعد ضعف، أى قوانى وأوجدنى بعد فقر، أى أغنانى. { بروح القدس } أى بجبريل الطهارة، فروح بمعنى جبريل علم عليه، فيكون من إضافة العلم لعلة المدح كما أضيف للبيان فى قوله
على زيدنا يوم الوغى رأس زيدكم
ونقول فى المدح زيد العلم وزيد العقل وزيد الفوز، والقدس الطهارة من الذنوب، وجبريل طاهر منها، فأضيف للقدس لأجل ذلك أو لكرامته على الله سبحانه، وسمى روحا للطافته كروح الحيوان، لأنه روحانى خلق من النور، وقيل سمى روحا لمكانه من الوحى الذى هو للقلب كالروح للجسد، ويحتمل أن يكون روح هو جبريل والقدس من الطهارة كذلك، لكن بمعنى القدس من إضافة الموصوف للصفة، وفيه تكلف ويحتمل أن يكون الروح جبريل، والقدس الله، كما يقال عبدالله، وما ذكرته من كون روح هو جبريل هو قول السدى والضحاك والربيع وقتادة وهو الأصح لتعاقب روح القدس، وجبريل فى قوله، صلى الله عليه وسلم
" اهج قريشا وروح القدس معك "
مع قوله صلى الله عليه وسلم مرة أخرى
" اهج قريشا وجبريل معك "
فإن المتبادر أنهما فى الحديثين واحد، وإن قلت كيف قلت روح علم جبريل وقد قرن بأل فى قوله تعالى
تنزل الملائكة والروح
؟ قلت أل فيه للمنح، وقيل الروح عيسى عليه السلام أضيف للقدس، والقدس بمعنى الطهارة مجرد إضافة المدح بالمعنى المصدرى، أو إضافة موصوف لصفته، بمعنى القدس أى المطهر، ووجه نسبته للطهر أنه سالم من مس الشيطان حين ولد، أو أنه كريم على الله تعالى، ولذلك أضاف الروح إلى نفسه فى قوله وروح الله كلمته، أو أنه لم يكن فى صلب الرجال ولا أرحام الحوائض، كذا قيل، ويبحث فيه بأنه قد ضمه ظهر آدم، وقد ذكر الواحدى وغيره أن الله سبحانه وتعالى أخرج الناس من ظهر آدم، وأخذ عليهم الميثاق
ألست بربكم قالوا بلى
Bog aan la aqoon