قال كعب أول من ضرب الدينار والدرهم آدم، وقال لا تصلح المعيشة إلا بهما، وقال وهب بن منبه إن آدم لما أهبط إلى الأرض رأى سعتها ولم ير فيها أحدا غيره.
فقال يا رب.. أما لأرضك هذه من عامر يسبح بحمدك ويقدس لك غيرى؟ قال الله سأجعل فيها من ولدك من يسبح يفها بحمدى ويقدسنى، وسأجعل فيها بيوتا ترفع بذكرى، ويسبح فيها خلقى، ويذكر فيها اسمى، وسأجعل من تلك البيوت بيتا أخصه بكرامتى وأوثره باسمى وأسميه بيتى. أجعل عليه عظمتى وجلالى، وأجعله حرما آمنا يحرم بحرمته من حوله، ومن فوقه ومن تحته، فمن حرمه لحرمتى استوجب بذلك كرامتى، ومن أخاف أهله فيه فقد خفر ذمتى وأبح دينى. وأجعله أول بيت وضع للناس ببكة مباركا يأتونه شعثا غبرا
وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق
يرجون بالتلبية رجيجا، ويضجون بالبكاء ضجيجا، ويعجون بالبكاء عجيبجا فمن أعزه ولا يريد غيره، فقد وفد إلى وزارنى واستضافنى، وحق على الكريم أن يكرم وفده وأضيافه، وأن يصرف كلا بحاجته. تعمره يا آدم ما كنت حيا، ثم تعمره الأمم والقرون والأنبياء من ولدك، أمة بعد أمة، وقرن بعد قرن، ثم إن الله سبحانه أخرج من ظهر آدم كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة كالذر. ثم أخذ عليهم الميثاق كلهم فقال
ألست بربكم قالوا بلى شهدنا
وسئل عمر بن الخطاب عن هذه الآية فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
" " إن الله تعالى خلق آدم وأخرج من ظهره الذرية، فقال هؤلاء للجنة بعمل أهل الجنة يعملون، وأخرج بعدهم الذرية الأشقياء فقال بعمل أهل النار يعملون " قيل ففيم العمل يا رسول الله قال " إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة فأدخله الجنة، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار فأدخله النار " "
ولما كان آدم يحرث على البقرة ضربها، فقالت له لم ضربتنى؟ فقال لعصيانك إياى، فقاتلت قد عصيت الله - عز وجل - ولم يضربك. وأوحى الله تعالى إلى آدم عليه السلام - لما أراد أن يهبطه إلى الأرض إنى متوليك أنت وذريتك بقطع ما تصلون، وتفريق ما تجمعون وخراب ما تبنون، وإماتة ما تلدون. قال الشعبى أنزل الله - جل وعلا - عدوه إلى الأرض يشتمل الصماء عليه عمامة ليست تحت ذقنه منها شىء، أعور فى إحدى رجليه نعل. روى ابن المبارك عن حميد بن هلال إنما كره الحضر فى الصلاة لأن إبليس هبط مختصرا، وهو وضع اليدين على الخاصرة، وروى عن عبد الله بن عمير إن إبليس قال يا رب أخرجتنى من الجنة من أجل آدم، ولا أستطيعه إلا بسلطانك.. قال وأنت مسلط عليه، قال يا رب زدنى. قال صدورهم منازلك، وتجرى منهم مجرى الدم. قال يا رب زدنى.
قال
وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم فى الأموال والأولاد وعدهم
Bog aan la aqoon