قالت: «كلا. لقد تواجدت عند كلا طرفي المبضع من قبل ... وفي حقيقة الأمر، أفضل أن أكون عند الطرف الآخر.» وعند طرف الطاولة قالت ليزي: «لا يمكن أن يكون الحال كذلك دائما.» وضحكت.
استخدم تشارلي كلابات الجراح وأسقط قطعتين دائريتين من الجلد في طبق معدني؛ حيث بدآ التغضن. ظل طرفا المقبسين المفتوحين مكشوفين عند رقبة ديانا، تجويفين كثيفين من الأشواك المصنوعة من الكروم، تحيط بها أجزاء من اللحم الأحمر. حرك تشارلي أداة تنظيف فوق المقبسين المفتوحين، ولوهلة كانت هناك رائحة لحم محترق. قال: «وصلات عصبية.» ثم هبط كابلان أسودان آخران، ينتهي كل منهما بأسطوانة. أوصل في حرص إحدى الوصلات في أحد مقبسي ديانا اللذين نظفهما للتو.
وقال: «حسنا، لنر ماذا لدينا.»
خلت عينا ديانا من أي تعبير بينما كانت تنظر إلى عالم آخر. •••
جلس تشارلي وتشو وليزي وجونزاليس في الغرفة الكبيرة التي كانت تؤدي وظيفة غرفة الاجتماعات المشتركة لأعضاء جمعية الاتصال. استلقت ديانا على مقعد معلق ذي إطار معدني ومكسو بقماش القنب الخشن. لاحظت ليزي أن يدها كانت تتحرك دون وعي إلى الدائرتين المضمدتين اللتين لا تزالان خدرتين على قفاها. ومن الشاشة المكتملة المعلقة في طرف الغرفة كانت الصورة التجسيدية لألف تراقب ما يجري.
جلس تشارلي وهو يضع يديه في حجره، وقال: «لدينا مشكلة: معدل نقل بيانات غير كاف داخل المقبسين، وهو ما يترجم إلى تغذية شديدة السوء للاتصال بين المقبس والأعصاب. لديك وصلات بدائية، وهذا يعني مشاركة غير كفء في الوظائف الدماغية المعقدة؛ لذا سيغمرك تيار المعلومات. الأمر مثير للقلق.» ثم أخرج السيجار الرفيع من فمه ونظر إليه كما لو أنه لم يره من قبل.
قال تشو: «في الأيام الأولى لهذا البرنامج كان ثمة ضحايا. وقعت بعض المواقف البغيضة حقا: اختلالات عصبية خطيرة، حالتا انتحار، حالات جنون مستحثة من مختلف الأنواع، إلى أن عرفنا أخيرا كيفية انتقاء المرشحين للاتصال الكامل؛ أي عرفنا من بوسعه البقاء حيا من دون تلف ومن لا يمكنه ذلك. الآن الأمور يجب أن تسير على ما يرام؛ فلدينا تقييمات نفسية جسدية، وعمرية، وخرائط طوبولوجية عصبية، وتوزيعات للنواقل العصبية وكثافاتها. بعض المرشحين لا يصلحون مع ذلك، لكنهم لا يموتون أو يصابون بالجنون.»
قالت ديانا: «وأنا لا أتوافق مع التقييمات.»
قالت صورة ألف: «لا أحد يتوافق تقريبا. غير أن هذه المخاوف عديمة الأهمية؛ فحالتك مختلفة؛ فلقد مررت بتجربة اتصال كاملة من قبل، ولم يطلب منك تأدية نوعية الأنشطة الحركية التكاملية التي تسبب الخلل العصبي.»
قال تشارلي: «عمليات تيلتشير. على غرار مساعدة روبوتات التشييد في إنجاز مهامها بالخارج.»
Bog aan la aqoon