داخل البيضة رقد جونزاليس شاحبا، عاريا، في حالة أقرب إلى الغيبوبة، ومتصلا بالآلة: وكأنه سنو وايت الألفية الجديدة. امتدت قسطرة بلون اللحم من قضيبه المنكمش بفعل المياه، وخراطيم تغذية وريدية من كلتا ذراعيه. تجمع معجون مانع للتسرب ومضاه لتهيج الجلد حول الأنابيب الخارجة من فمه وأنفه، وكانت رائحة الأوزون الآتية من المعجون تغمره بالكامل.
اقتربت نقالة آلية من البيضة وبدأت أيديها، وهي كلابات لامعة من الكروم، في فصل الأنابيب والخراطيم. بعد ذلك عملت بالتعاون مع أيد وأذرع سوداء مرنة في ثخانة الحبل الغليظ من أجل رفع جونزاليس من البيضة ووضعه على سطحها.
أفاق جونزاليس في غرفة نومه وبدأ يئن قائلا: «الأمر على ما يرام.» وهمس الميميكس عبر مكبر الصوت بالغرفة قائلا: «الأمر على ما يرام.»
في وقت لاحق استفاق جونزاليس مجددا، ورقد في الظلام وتدبر حالته. كان يشعر ببعض الغثيان والضعف في ساقيه، لكن لم يكن ثمة فقدان ظاهر في السيطرة على حركته، ولا وجود لتأثيرات باراسيكولوجية مباشرة (ارتباك أو فقدان ذاكرة مؤقت أو حس مواكب) ...
نهض جونزاليس وذهب إلى الحمام، ووقف على البلاط الأبيض ووسط الألومنيوم المصقول والمرايا وقال: «حمام دافئ.» تدفق الماء مصدرا هسيسا وانفتح باب كابينة الاستحمام. جرى الماء على بشرته مزيلا العرق والمعجون من فوق جسده.
الفصل الثالث
الرقص في الظلام
في الصباح التالي، وقف جونزاليس يلقي نظرة من نافذته الأمامية، في جنوب حي كابيتول هيل، على المدينة وعلى الخليج. كان يشعر بالتعافي من البيضة بعد أن نام ليلة كاملة. وفي منتصف المسافة من التل امتد صف من الأبراج الحديثة الشاهقة، نصف دستة منها غارق في الشبورة، تكسو جدرانها ألياف بصرية تضيء بأنماط من الألوان الأحمر والأزرق والأبيض والأصفر.
انبعث من الشاشة الجدارية الموجودة خلفه صوت يقول: «شبكة الفن الرفيع، تعرض اليوم فقط: «إعلانات روتشيلد الأصلية والمقلدة» الأسطورية، وإنتاج أوروبي/تجاري من مهرجان كان، وتعرض أيضا برنامج «بهجة لكيلومترات عديدة» من إنتاج نيبون أوتو.»
قال جونزاليس: «اعرض.» ثم استدار ليشاهد الشاشة وهي تنقسم إلى عدة نوافذ، تظهر ثماني نوافذ في المرة الواحدة في عمليات بحث عشوائية. في الشاشة الواقعة في الركن الأيمن العلوي عرضت خدمة عناوين الأخبار ما اعتبرته أخبارا مهمة: تفاقم التفسخ الاجتماعي في إنجلترا، سلسلة أخرى من الانتصارات السياسية-الاقتصادية للكوريتين. وملخصات عن حالة البيئة: ثقب الأوزون الثاني فوق القطب الشمالي يسير وفق منحنى الإصلاح الذاتي المتوقع، بينما الثقب الثالث يظل على حالته، ونسب ثاني أكسيد الكربون غير مستقرة، والأوزون يصل إلى مستويات خطيرة على المخطط البياني، وتقلبات درجة الحرارة تواصل مخالفة أفضل التوقعات ...
Bog aan la aqoon