ساد الصمت بينهما، وبدا لجونزاليس أن أي شيء سيقوله أيهما سيكون مربكا أو محرجا. ربما كان هذا الشعور جزءا من الآثار اللاحقة للعقاقير النفسية التأثير، رغم غياب الأعراض المعتادة الأخرى. كانت مدركاته تبدو مستقرة، دون تزاحم أو أزيز، ولم تكن مشاعره تتسم بالحدة أو التقلب الشديدين. في الواقع، كان يشعر بأنه أكثر استقرارا وأقل قلقا مما كان عليه حين دخل في البيضة. لذا ربما كانت التوءمان محقتين: إذا لم تستطع الخروج مما يحدث، فلتغص فيه.
ومع هذا، ظل لا يعرف ما يجب أن يقوله لليزي.
قالت: «لدينا بعض المشكلات.» ثم ذهبت إلى النافذة وأزاحت قطعة من القماش الواقي الأزرق وأشارت إلى حيث ظل الليل والضباب موجودين وقالت: «نحن في منتصف فترة ما بعد الظهيرة .» «هل تداعى كل شيء؟» «ليس كل شيء. نحن نبذل كل ما في وسعنا بالاستعانة بعدد من الأجهزة شبه المستقلة - منظومات خبيرة معدلة في واقع الأمر - وبأفراد الجمعية.» «كيف يسير الأمر؟» «ليس طيبا بما يكفي؛ إذ يمكننا الحفاظ على الوظائف الأساسية الآن، وهذا كل ما في الأمر. ثمة أمور مستعصية علينا؛ كالتحكم في المناخ مثلا. الأمر شديد التعقيد؛ لأن كل شيء متصل بشيء آخر، وإلى الآن لم ننجح إلا في إفساد الأمر.» «وما الذي ينتويه تراينور؟ هل سأل عني؟» «نعم، لكنني ماطلته. إنه هو المسئول عن هذا، كما تعلم.» ثم اكتسى صوتها بنبرة غاضبة وأردفت: «هذا اللعين أصر على سحب الجميع منذ موت تشابمان.» «وماذا قالت ألف؟» «لا شيء على الإطلاق. بعض أعضاء الجمعية حاولوا الاتصال بها لفترات وجيزة، ولم يجدوا سوى مشاهد طبيعية مقفرة خالية من البشر. نحن عالقون في ورطة كبيرة يا جونزاليس. وإذا انتهت ألف، فستنتهي هالو بالمثل.»
قال: «يا إلهي!» كان هذا أمرا متوقعا بالطبع؛ فهالو من دون روحها الكائنة داخلها ستكون مجرد ... ماذا؟ سيتوقف التنسيق الدقيق بين منظوماتها، وسيبدأ التفكك على الفور. سألها: «ماذا ستفعلون إذن؟» «يسعدني أنك مهتم بالأمر، لأنك جزء منه.»
قال: «أفصحي عما لديك.»
الفصل الثالث
إعادة كل شيء
بينما كانت ديانا تغادر فضاء الآلات، صاحت: «توقف!» وسمعت تشارلي يقول: «لماذا؟ هل ثمة خطأ ما؟» لكنها كانت غائبة الذهن بدرجة لا تتيح لها الإجابة أو التفسير، تماما كما كانت حين أزالوا عنها الكابلات، وشعرت بأن كل ما هو مهم بالنسبة إليها يغوص في هوة النسيان.
كانت مستلقية في حالة من اليقظة التامة لنحو ربع الساعة، تحدق في سقف الغرفة، حين دخل تشارلي وإريك وتوشي، يتبعهم كل من تراينور وهورن.
قال تشارلي: «أأنت بخير؟»
Bog aan la aqoon