قال: «أشعر أنني بخير، لكنني فقط لا أدري ... مرتبك. لماذا الأشياء على هذه الصورة، باردة ومظلمة؟»
قالت: «ليس هذا واضحا. لم تسر الأمور على ما يرام منذ أن جرى فصل ديانا وهاي ميكس.» نظر جونزاليس إليها مرتبكا لكنه لم يبد شديد الانشغال بالأمر. أردفت: «هناك أخبار أخرى كذلك. لقد أعفيت شوالتر من منصبها كرئيس لفرع سينتراكس في هالو، وهورن هو المدير الجديد.» الآن بدا عليه الارتباك التام. قالت: «بوسعك القلق بشأن هذه الأمور لاحقا. لم لا تعود معي إلى منزلي؟ يمكنك أن تنال قسطا من النوم.»
قال: «حسنا، لكنني لا أفهم ...» ثم توقف مجددا، كما لو كان يحاول العثور على الكلمات التي تعبر عن كل الأشياء التي «لا يفهمها.» «لا أحد يفهم شيئا الآن. إن ألف لا تعمل على نحو طيب وحسب، ونحن لا نعلم السبب، فلا يمكننا التواصل معها.» «آه، أفهم هذا.» «يسعدني ذلك؛ لأنه لا شخص آخر يفهم.»
وقف، ثم انحنى كي يرفع القط من على الجذع الخشبي. حمله في يده وقال: «حسنا، سأذهب.» ثم ابتسم لها، واستلقى القط بين ذراعيه ونظر لها بعينيه البرتقاليتين الكبيرتين. •••
استيقظ جونزاليس ليجد ملابسه مطوية، نظيفة ومهندمة، على كرسي مجاور للفراش. كان القط البرتقالي نائما تحت قدميه، فرفع رأسه حين استيقظ جونزاليس، ثم تكور على نفسه مجددا وعاود النوم.
وجد ليزي في المطبخ تقطع بعض التفاح والكمثرى وجبن تشيشاير. قالت له: صباح الخير. سأسخن بعض الكرواسون ويمكننا تناول القهوة معا؛ أتحب بعض اللبن مع قهوتك؟»
كان صوتها ودودا بدرجة كبيرة لكنه خال تماما من الحميمية. كانت نبراته تشي بتحذير مفاده: «حافظ على المسافة الفاصلة بيننا.» قال لها: «بالتأكيد. يبدو هذا طيبا. لكن لم يكن يجدر بك عمل كل هذا.»
قالت: «أنت ضيفي، ويسعدني ذلك.» لكن دون أن تنظر في عينيه.
صدر صوت مواء مرتفع من غرفة نومه، وذهب الاثنان ليجدا القط البرتقالي وقد انتصب فراؤه، ويتأهب لمواجهة أحد فئران التنظيف. كان الفأر، وهو جسم بيضاوي لامع طوله قدم وارتفاعه نحو أربع بوصات، يتحرك عبر الأرضية على عجلات من المطاط الصلب، ويصدر هسيسا خافتا بينما يجوب الغرفة بحثا عن أي فتات عضوي، وكان يتدلى من مؤخرته سلك مرن متصل بمقبس في الجدار. قال جونزاليس: «فتلهدأ يا قطي الصغير.» أصدر القط هسيسا وركض خارجا من الغرفة.
حين دخلا غرفة المعيشة، وجدا الباب الأمامي ينغلق. سألها جونزاليس: «هل سيعود؟» «على الأرجح. إن القطط تأتي وتغادر كما تشاء، لكنها عادة ما ترتبط بأشخاص معينين، وهذا القط ارتبط بك.»
Bog aan la aqoon