لوحت تريش بيدها وقالت: «لقد جلبت لي التوءمان صديقا لك، يدعى جونزاليس، وأعطيته بعض الفطر.»
قالت ليزي: «حقا؟» «نعم، وصرفته من عندي منذ نحو سبع ساعات.» «أشكرك لإخبارك لي بهذا. سأعثر عليه.» انطفأت الشاشة وفكرت ليزي في نفسها قائلة: «أيها الأوغاد السخفاء، فيم ورطتموه؟» ثم قالت مخاطبة الغرفة: «فلتنشري طلبا بالمعلومات. اسألي أي روبوت بالخارج عما إذا كان قد رأى جونزاليس أم لا.» •••
كان أحد الروبوتات ينتظرها عند بابها الأمامي. سألته ليزي: «أأنت من وجده؟» قال الروبوت: «كلا، فهذا الروبوت ينتظر معه، كي يقدم أي مساعدة مطلوبة. تعالي معي من فضلك.» «سآتي فورا.»
شرعت ليزي والروبوت في السير على الطريق السريع الدائري، ثم أصدر الروبوت فيما يبدو إشارة إلكترونية لأحد الترامات المارة، لأنه توقف حتى يستطيع الاثنان ركوبه. صعدت ليزي بسرعة على متنه بينما جذب الروبوت نفسه بطريقة خرقاء عن طريق الإمساك بالحاجز المصنوع من الكروم بإحدى أذرعه.
أنزلهما الترام على مقربة من الشعاع رقم 4. ومن بين الضباب كانت مجموعة من الأشجار تظهر بالكاد، وكانت ليزي تعلم أن وراء هذه الأشجار كانت توجد المستنقعات التي تحيط ب «آنية الحساء»؛ برك كانت تختلط فيها مياه صرف حقول الأرز مع مياه النهر.
قادها الروبوت، باستخدام مستشعرات المجال المرئي والأشعة تحت الحمراء، بين الأشجار. ووصلا إلى منطقة خالية من الأشجار يقف فيها روبوت آخر على أحد الجوانب. كان جونزاليس جالسا على جذع ساقط، يشاهد فأر حقل ميكانيكيا وهو يمضغ قطعة صغيرة من الخشب. كانت ملابسه مبتلة وملطخة بالطين والأوساخ. وإلى جواره، جلس قط برتقالي كبير يشاهد فأر الحقل.
قال جونزاليس: «مرحبا.»
سألته ليزي: «أأنت بخير؟»
قال : «لا أدري.» ثم مد يده وهو شارد الذهن ومسد القط البرتقالي، الذي استلقى على ظهره وربت على يده، من الواضح أن القط لم يستخدم مخالبه؛ لأن جونزاليس ترك يده حيث هي حتى يلاعبها القط. «هل حضورنا مطلوب؟» هكذا تساءل الروبوت الذي اصطحب ليزي، فردت عليه: «كلا.» وابتعد الروبوتان واحدا تلو الآخر، في حركة شبه صامتة.
جلست ليزي على الجذع الخشبي إلى جوار القط، وقالت: «كيف حالك؟» كان يطن بصوت مسموع بالكاد، ورفضت ليزي التحول إلى مناقشة موضوع العقاقير، كانت هي نفسها تعاني من مشكلات منذ أن خرجت من البيضة، لكن لم تكن المشكلات بنفس فداحة مشكلات جونزاليس كما أخبرها تشارلي، لأنها لم تقض وقتا كبيرا بها. سألته: «أما زلت في حالة من العصبية الشديدة؟»
Bog aan la aqoon