الرجل :
كان موعدنا في الربيع. (يسيران وهما متعانقان، ويدخلان غرفة نوم الملكة ويغلق خلفهما الباب.) (الأم تهم بالخروج من وراء الستار، ولكنها تسمع صوت الحاكم قادما من الخارج ومعه الحمار. الأم تظل مختفية وراء الستار، ويبقى الحاكم بأمر الله وحده في الصالة، يضع شلتة بجوار الحمار ويجلس إلى جواره يضع رأسه إلى جوار رأس الحمار ويغمض عينيه.)
الحاكم (يكلم الحمار) :
آه يا مولود! كم أنا متعب! (يلصق رأسه برأس الحمار ويربت على رقبته)
هؤلاء العبيد كالحيوانات؛ أجسام ضخمة بغير عقل، أنت الوحيد الذي يمكن أن يفهمني، الوحيد الذي يمكن أن يجادلني، أما هؤلاء العبيد ... كم أحتقرهم! إن واحدا منهم لا يستطيع أن يجادلني. إن واحدا منهم لا يستطيع أن يقول لي لا، كلهم يقولون نعم، أفندم، سمعا وطاعة، لا أحد يقول لا ... كم أحتقرهم! أنت الوحيد الذي أحترمك، أنت الوحيد الذي تهز رأسك أحيانا وتقول لي لا. هل تذكر حينما غضبت مني حينما نسيت أن أشتري لك العطر؟ هل تذكر حين رفستني بقدمك حين نسيت أن آخذك معي في نزهتك المعتادة في الصحراء؟ كم أحبك وأنت تهز رأسك غاضبا! وكم أحبك حين ترفسني! (يتمسح في الحمار ويربت على رأسه وعنقه.)
كم أستريح وأنا أكلمك يا مولود! كم أستريح وأنا أكشف لك عن نفسي! كم أحبك لأنني أتكلم معك بغير قيود! أحكي لك بحرية. أنت تفهمني وتعرف حقيقتي. هؤلاء العبيد ... كم أكرههم! كم أكره ضعفهم أمامي! كم أكره ذلهم! يتصورون أنني إله ... تصور يا مولود! (يضحك ضحكة قصيرة)
تصور يعاملونني معاملة الإله! (يبدو عليه الألم والتعاسة فجأة)
آه، كم أحب عينيك وأنت تنظر إلي بكل هذه الشفقة! أنت الوحيد الذي تشفق علي؛ فأنا إنسان وحيد تعيس. كم أخاف حين يرفع واحد منهم عينيه وينظر في عيني! كم أخاف ... كم أخاف أن يكتشف واحد منهم ... كم أخاف أن يعرف واحد منهم أنني ... (يلصق رأسه برجل الحمار وكأنه يحتمي به)
آه، كم أصبحت أخاف من عيني جنات! لقد بدأت ترفع عينيها في عيني ... بدأت ترفع عينيها في عيني! (يتشبث بالحمار في ضعف ومسكنة وخوف)
آه إني خائف، إني أتعذب. أنت الوحيد الذي تحس بعذابي، أنت الوحيد. (يبكي في نشيج مكتوم.) (ينظر إلى الحمار في استجداء وتساؤل)
Bog aan la aqoon