Sidaasuu Zarathustra Ku Hadlay: Buug loogu talagalay Qof Walba iyo Qofna
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Noocyada
ما التقدير إلا الإيجاد بعينه، فأصغوا إلي أيها الموجدون.
ما الكنوز والجواهر إلا أشياء أرادها تقديركم جواهر وكنوزا، فما القيمة إلا اعتبار، ولولا التقدير لما كان الوجود إلا قشورا لا نواة فيها. اسمعوا أيها الموجدون: إن قيمة الأشياء تتغير تبعا لتحول اعتبار الموجد، ولا بد لهذا الموجد من أن يهدم في كل حين.
لقد كانت الشعوب تتولى الإيجاد في البدء حتى ظهر الأفراد الموجدون، فما الفرد في الواقع إلا أحدث هيئات الوجود.
لقد أقامت الشعوب لنفسها قدما شريعة خيرها، وما نشأت هذه الشريعة إلا باتفاق المحبة التي طمحت إلى السيادة، والمحبة التي رضيت بالامتثال.
إن هوى المجموع أقدم من أهواء الفرد، وإذا كان خير الضمائر ما يكمن في المجموع، فإن شرها ما يتجلى في الفرد المعلن شخصيته.
والحق أن الشخصية المراوغة التي لا محبة فيها، الشخصية التي ترمي إلى الاستفادة من خير الأكثرية، إنما هي عنوان انحطاط المجموع لا مبدأ كيانه.
ما خلق الخير والشر في كل عصر إلا المتهوسون المبدعون، وما أضرم نارهما إلا عاطفة الحب وعاطفة الغضب باسم الفضائل جمعاء!
لقد شاهد زارا كثيرا من الشعوب والبلدان فما رأى قوة على الأرض تفوق قوة المتهوسين، والقوة معنى لكلمتي الخير والشر.
ما أشبه ما يستدعي التمجيد ويستوجب العقاب بالمسخ الهائل، فمن له بسحق هذا المسخ، أيها الإخوة؟ من سيشد بالأغلال على ما يتلع هذا الحيوان من آلاف الأعناق؟
لقد بلغت الأهداف الألف عدا؛ إذ بلغ عدد الشعوب ألفا، فنحن بحاجة إلى قيد واحد لألف عنق؛ لأننا بحاجة إلى هدف واحد، فالبشرية لم تعرف حتى اليوم لها هدفا ، ولكن إذا كانت الإنسانية تسير ولا غاية لها، أفليس ذلك لقصورها وضلالها؟
Bog aan la aqoon