Sidaasuu Zarathustra Ku Hadlay: Buug loogu talagalay Qof Walba iyo Qofna
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Noocyada
انظروا إلى هؤلاء الدخلاء. إنهم يختلسون ثمرة جهود المخترعين وكنوز الحكماء ويدعون هذا الاختلاس تمدنا، غير أن كل شيء يصبح أدواء ومصاعب تحت سلطانهم. انظروا إلى هؤلاء الدخلاء وليس فيهم إلا الأعلاء ينفثون غسلين مرائرهم، وينتحلون صفة الصحافيين ... إنهم يتناهشون ويلتهم بعضهم البعض الآخر، وليس لهم قوة على هضم ما يلتهمون.
انظروا إلى هؤلاء الدخلاء. إنهم يحشدون الأموال، وكلما ازدادت ذخائرهم زاد فقرهم، فإنهم يطمحون إلى الاستيلاء على القوة فيبدءون بالقبض على محركها الأول: على الأموال الطائلة، وما هم إلا الدخلاء العاجزون.
انظروا إليهم! انظروا إلى هؤلاء القرود يتسلق بعضهم البعض الآخر فيتدافعون متمرغين في الأوحال على الشفير. إن كلا منهم يطمح إلى التقرب من العرش، وقد عراهم جنون التوصل إليه، فكأن لا سعادة إلا على مقربة منه، وقد يرتفع رشاش الأوحال إلى العرش كما ينزلق العرش نفسه إلى الأوحال.
3
إنني أراهم وقد جن جنونهم؛ قرودا لا تسكن لهم حركة وهم يتسلقون قاعدة صنمهم البارد وقد انبعثت منه ومنهم أكره الروائح وأخبثها.
أفيحلو لكم، أيها الإخوة، أن يخنقكم ما يتبخر من أشواق هؤلاء المسوخ؟ حطموا النوافذ واقفزوا منها لتنجوا بأنفسكم.
حاذروا هذه الأبخرة الخانقة، وابتعدوا عن عبادة الأصنام فإنها دين الدخلاء على الحياة. حاذروا هذه الأبخرة وأعرضوا عن هذه الضحايا البشرية.
لم يزل حتى الآن مجال تسعى في رحبه النفوس الكبيرة نحو الحرية في الحياة، ولم تخل الأرض من أماكن يلجأ إليها المنعزل منفردا أو مزدوجا حيث تهب نسمات البحر الهادئة. فإن الحياة الحرة لم تزل تفتح أبوابها لكبار النفوس، والحق أن من يملك القليل من حطام الدنيا لا يناله إلا اليسير من تحكم المتسلطين. فطوبى لصغار الفقراء!
لا يظهر الإنسان الأصيل في الحياة إلا حيث تنتهي حدود الحكومات، فهنالك يتعالى نشيد الضرورة بنغماته المحررة من كل مطاوعة وتقييد.
هنالك عند آخر حدود الحكومات، قفوا وتطلعوا، يا إخوتي، أفما ترون تحت قوس قزح المعبر الذي يجتازه الإنسان المتفوق؟
Bog aan la aqoon