Sidaasuu Zarathustra Ku Hadlay: Buug loogu talagalay Qof Walba iyo Qofna
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Noocyada
هكذا تكلم الظل فارتسم الأسى على وجه زارا فقال: أنت هو ظلي، وما الذي تقتحمه من هينات المخاطر، أيها الروح المطلق المتجول، لقد كان يومك ثقيلا عليك فاحذر أن يكون مساؤك أشد إرهاقا.
إن التائهين أمثالك يعثرون على سعادتهم أخيرا ولو في سجن من السجون، أفما رأيت كيف يرقص السجناء على جرائمهم وقد بلغوا الأمان.
احذر أن يتسلط عليك إيمان جديد يضيق عليك المجال بأوهامه القاسية؛ لأنك منذ الآن معرض لاستهواء كل ضيق شديد.
لقد غاب هدفك عنك، فكيف تقدر على الذهاب في حزنك أو بلوغ السلوان وقد ضللت طريقك، فيا لك من خيال تائه وفكر شريد، فإذا ما أردت الراحة في ملجأ هذا المساء، أيها الفراش المنهوك، فاصعد إلى مغارتي.
ذلك هو الطريق المرتفع المؤدي إليها، وها أنذا أبتعد عنك؛ لأنني أشعر بشيء كالظل يثقل علي.
سأذهب راكضا وحدي لأتبين النور ما حولي، فإلى مغارتي هذا المساء؛ لأننا سنحيي ليلة راقصة هناك.
هكذا تكلم زارا.
في الظهيرة
وذهب زارا راكضا في سبيله فلم يصادف عليه أحدا، فلذ له الانفراد بنفسه واستغرق مفكرا ساعات طويلة بما يسره وإذ تكبدت الشمس السماء مرسلة أشعتها عموديا على رأس زارا رأى أمامه شجرة هرمة تعقدت أغصانها وقد التفت عليها جفنة كرم طوقتها من كل ناحية حتى اختفى جزعها، وتدلت من أعاليها العناقيد صفراء ناضجة فأهاب الظمأ به ليمد يده ويقتطف عنقودا يطفئ أواره، ولكنه أحس بحافز آخر يدعوه إلى التمدد تحت ظل الدالية طلبا للراحة والنوم، فانطرح على العشب وما عتم حتى نسي ظمأه فاستسلم للوسن ولكن عينيه بقيتا مفتوحتين تحدقان بجفنة الكرم والشجرة وقد شاقه عشقهما، فقال في نفسه: سكوتا ... لعل العالم قد أكمل الآن فإنني أشعر بما لا عهد لي به من قبل.
أحس بالوسن يهب علي كنسمات تخطر على مويجات البحر اللامعة، فهو لا يغمض أجفاني بل يترك لروحي انتباهتها، ولكنه يتوغل فيها فكأنها تتمدد وتتسع مجالاتها وقد أضناها التعب فهل حان مساء يومها السابع في وسط النهار؟
Bog aan la aqoon