Sidaasuu Zarathustra Ku Hadlay: Buug loogu talagalay Qof Walba iyo Qofna
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Noocyada
وأرسل زارا نظرا كالسهم يخترق عيني الشيخ سابرا أفكاره وما وراء أفكاره إلى أن قال الشيخ: ما فقد الله أحد بأكثر مما فقده من تناهى في حبه له وفاق الكل بامتلاكه انظر إلي، أفما ترى أنني أشد جحودا منك، ولكن من منا أشد سرورا بذلك من الآخر؟
وفكر زارا لحظة ثم قال: أخدمته إلى آخر حياته؟ إذن قل لي بأية ميتة قضى، أصحيح ما يقال من أن الرحمة قد قبضت على عنقه فأردته مخنوقا؛ إذ رأى الإنسان معلقا على الصليب فثقل عليه أن يصبح حبه للناس جحيما يورده الفناء؟
وسكت الشيخ وهو يتلفت ما حوله مرتعشا وقد اكفهر وجهه وبدت دلائل الألم عليه.
فاستمر زارا في كلامه: دعه وشأنه، دعه يذهب، فإنه هالك لا محاله، وأنت تعلم، وإن حق ألا يذكر الأموات إلا بالخير، إنه كان يتبع مسلكا غريبا.
فقال الشيخ: إذا لزم أن نتكلم بين ثلاثة عيون - وكان المتكلم أعور - عن أحوال الله وأموره، فأنا أحق بذلك لأنني أخبر من زارا بهذه الأمور بعد أن خدمت الله سنوات طويلة واستسلمت لمشيئته، وكم يعلم الخدام من أحوال ساداتهم ما يخفونها هم عن أنفسهم ...
لقد كان إلها خفيا ملفعا بالأسرار، وفي الحقيقة إن ابنه لم يأت إليه إلا عن الطريق الملتوي، لذلك كان الزنا أول مرحلة من مراحل الإيمان به.
1
من يسبح الله كأنه رب المحبة فقد قصرت مداركه عن بلوغ مرتبة الحب السامية، أفما أراد هذه الإله أن يقيم نفسه قاضيا؟ والمحب يجتاز أي حد من حدود العقاب والثواب.
لقد كان هذا الإله الشرقي في شبابه قاسيا تجول فيه روح النقمة فأوجد جحيما لتسلية صحبه، ولكنه شاخ مع الأيام فأصبح متراخيا رحيما وانقلب جدا بعد أن كان أبا، بل انقلب جدة هرمة تتداعى.
وجلس يوما قرب الموقد يصطلي وقد تجعدت أسارير وجهه وتقطب جبينه لشعوره بوهن رجليه، فأحس بتعبه من إرادته ومن العالم وما عتم حتى قضى مختنقا بعميم رحمته.
Bog aan la aqoon