Sidaasuu Zarathustra Ku Hadlay: Buug loogu talagalay Qof Walba iyo Qofna
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Noocyada
أفما خدعت بتمثيلي يا زارا؟ وهل تكشف لك خداعي قبل أن آمنت بشقائي وألقيت راحتيك على رأسي؟ وقد سمعتك تقول آسفا: «لم يمتع من الحب إلا بالنذر اليسير.» فرقص شري حبورا في داخلي.
فقال زارا: لا ريب في أنك خدعت من قبلي من هم أقوى فراسة مني، وما أنا من يتحوط لنفسه تجاه المخادعين؛ لأن من واجبي ألا أحاذر أحدا، هكذا قضي علي.
أما أنت فقد قضي عليك بأن تخدع الناس، فما يخفى أمرك علي فأنا أعرفك وأعرف أن لكل كلمة من كلماتك معنيين بل ثلاثة وأربعة معان، حتى إن ما اعترفت به الآن ليس فيه الصدق كله ولا الكذب كله.
وهل بوسعك أن تكون على غير ما أنت عليه أيها الشرير الكاذب أيها المزيف، وأنت إذا ما وقفت عاريا أمام طبيبك يوما، فإنك لتجعل داءك نفسه يتنكر عليه، هكذا موهت أمامي كذبك نفسه ونكرته عندما قلت لي: إن ما شهدته مني لم يكن إلا مزاحا ولعبا، فقد ضمنت كذبك شيئا من الحقيقة وأنت شبيه من بعض الوجوه بالمكفر عن ذنوب العقل.
لقد تكشفت لي سريرتك، فأنا أراك بلغت من السحر ما تستهوي به الناس، ولكنك لا تجد من الكذب والرياء ما تستهوي به نفسك، لقد انكسر خيالك وعثرت آمالك؛ لأنك لم تجن غير الكره حقيقة لا حقيقة لك سواها، فأصبحت ولا كلمة صادقة عندك، فكل شيء مزيف فيك إلا شفتاك أو بالأحرى ما التصق بهما من كره أو اشمئزاز.
وصاح الساحر بصوت جلجلت الكبرياء فيه: من أنت يا هذا ليحق لك أن توجه إلي مثل هذا الخطاب، وأنا أعظم الأحياء في هذا الزمان؟
ونزل الساحر على زارا بنظرة التمعت بأشعتها الخضراء، ولكنه وجم بغتة وأردف قائلا بصوت حزين: آي زارا ... لقد تعبت من كل هذا ... لقد كرهت جميع فنوني فما أنا بالعظيم وما يجدي التظاهر شيئا، ولكنني طلبت العظمة كما تعلم، أردت أن أمثل دور الرجل العظيم؛ فتمكنت من اكتساب ثقة الكثيرين ولكن أكاذيبي تجاوزت طاقتي ووقفت دوني حائلا اصطدمت به فانحطمت.
أي زارا ... إن كل ما في أكاذيب بأكاذيب ... ولا حقيقة عندي سوى انحطامي.
فأجاب زارا وهو ينكث الأرض بنظراته: لقد كان طلبك للعظمة مشرفا لك وقد خانك مقصدك فما أنت بالعظيم.
إن ما أكرم فيك وما أراه خير صفة لديك هو تعبك من نفسك وهتفتك: «إنني لست عظيما.» لذلك أكرمك كمكفر عن العقل، وهب أن تكفيرك هذا لم يدم إلا لحظة واحدة فإنك كنت في هذه اللحظة صادقا.
Bog aan la aqoon