233

Sidaasuu Zarathustra Ku Hadlay: Buug loogu talagalay Qof Walba iyo Qofna

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

Noocyada

واستحسن الملكان نشيد زارا، وقال ملك الميمنة: لقد كان من حظنا أن خرجنا على الطريق فلقيناك، وقد كان أعداؤك عكسوا لنا صورة منك على مرايا نفوسهم فرأيناك شيطانا ضاحكا ساخرا أدخل الرعب إلى قلوبنا، ولكن كلماتك ومبادئك كانت تخترق آذاننا لتهز أحشائنا فتغلبت على ما أدخلت صورة وجهك من الاضطراب في روعنا، فقررنا أن نجيء إليك وأنت القائل: «عليكم أن تحبوا السلم كوسيلة توصلكم إلى حروب جديدة، وأن تفضلوا فترة السلام القصيرة على الهدنة الطويلة الأمد.» وما نطق أحد قبلك بآية حربية كقولك: «لا خير يضاهي الشجاعة وغاية الحرب الحسنى تبرر كل واسطة.»

أي زارا، إن دم أجدادنا قد ثار في عروقنا عندما سمعنا آيتك فكأنه الخمر المعتق يغلي في الدنان لسماعه همسات الربيع، وهل كان أجدادنا يشعرون بلذة الحياة إلا عند اشتباك النصال اشتباك الأفاعي تقطر دما، وهل كانت شمس السلام في أعينهم إلا نورا خاسئا، فكل هدنة طويلة الأمد كانت تلفعهم بالعار.

لكم من زفرة دفعها آباؤنا وهم ينظرون إلى النصال المرهفة تتدلى صابرة على جدران القصور، فإنهم كانوا يشعرون في أحشائهم بظمأ النصال نفسها، وما لمعان الحديد إلا وهج شهوته وتحرقه إلى شرب الدماء.

وبينما كان الملكان يتحدثان بحرارة عن سعادة آبائهما، ثارت عوامل التهكم في زارا وهو ينظر إلى ملامح الملكين التي تنم على الدعة والسكون غير أنه امتلك حوافزه وقال: هيا بنا إلى الذروة، إلى غار زارا فسيعقب هذا النهار سمر طويل، وأنا مضطر لمغادرتكما؛ لأن صوت مستنجد يدعوني من المدى البعيد.

ستنال مغارتي الشرف من نزول ملكين فيها، حيث لا بد لهما من الانتظار طويلا، ولن يصعب الانتظار عليكما وقد تعودتماه في بلاطيكما، وهل بقي للملوك من فضيلة سوى فضيلة الصبر والانتظار؟!

هكذا تكلم زارا ...

العلقة

وتابع زارا طريقه وهو مستغرق في تفكيره فانحدر من الأعالي حتى بلغ المستنقعات، فإذا به يصطدم وهو ذاهل برجل هزته الصدمة فصرخ متألما، وأتبع صرخته بالشتائم تترى قبيحة سمجة، وبوغت زارا في استغراقه فرفع عصاه على الرجل، ولكن روعه عاد إليه فسخر من نفسه وقال: أرجو عفوك وأستميحك أن أضرب لك مثلا عما وقع لنا:

بينما كان رجل سائرا في طريق مقفر وقد سرحت أفكاره في مجالات بعيدة عثر بكلب نائم تحت شعاع الشمس، فوقفا الواحد بوجه الآخر كعدوين لدودين يرتعشان خوفا وحذرا، ولو أن الصدف تحولت قيد أنملة لكان تداعب الكلب والمنفرد، أفما هما في القفر فريدان.

فقال الرجل المصدوم والغضب لا يزال آخذا منه مأخذه،: كن من تشاء يا هذا، فما أنت إلا معتد علي بمثلك بأكثر مما اعتديت بصدمتك، انظر إلي، أفكلب أنا؟!

Bog aan la aqoon