231

Sidaasuu Zarathustra Ku Hadlay: Buug loogu talagalay Qof Walba iyo Qofna

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

Noocyada

لخير من هؤلاء القوم الفلاح السليم، فهو بخشونته واحتياله وصبره ومجالدته أشرف أنواع الإنسان في هذا الزمان.

إن فلاح هذا الزمان خير ما في المجتمع، وطبقته أولى بالحكم ولكن الشعب هو الحاكم، وما أنخدع به بعد الآن فهو عبارة عن غوغاء من جميع الطبقات يختلط فيه القديس والسافل والصعلوك المغرور واليهودي، فكأنك منهم تجاه ما جمعت سفينة نوح.

كيف نذكر العادات الحسنة وليس عندنا إلا الرياء والفساد، وقد نسي الجميع معنى الاحترام. لقد أردنا أن نهرب من كل هذا فلا نعود نرى الكلاب يقتلها الجشع والفضول وتبهرها السعف المذهبة.

لقد بلغ الاشمئزاز مني مداه؛ لأننا نحن أيضا أصبحنا كاذبين نرفل ببرود أجدادنا وقد أخلقها الزمان، ونتقلد الأنواط لنبهر أجهل القوم وأشدهم احتيالا ولنمالئ جميع من يتعاملون بالربا الفاحش مع كل سلطة.

لسنا أول المالكين فعلينا ألا نكون على ما كانوا، لقد تعبنا وشبعنا مخادعة واحتيالا.

لقد أعرضنا عن الشعوب وتولينا عن هؤلاء المشاغبين وهذه الهوام القابضة على الأقلام، فهربنا من رائحة الحوانيت الكريهة ومن الأنفاس الخانقة تحشرج في صدور الجهود القاصرة.

أف للحياة بين الشعوب ويا لشقاء من يمشون في طلائعها، أية أهمية للملوك! ما لك ولهم.

فقال ملك الميسرة: لقد عاودك داؤك القديم، لقد استولت نوبة الاشمئزاز عليك يا أخي، ولكنك نسيت أن هنا من يسمع حديثنا.

وخرج زارا من مكمنه وقد سمع كل ما دار من حديث بين الملكين فتقدم إليهما وقال: إن من أصغى إليكما فراقه ما سمع إنما هو رجل يدعى زارا، وأنا هو زارا القائل: أية أهمية للملوك بعد.

فاغتفرا لي مسرتي لسماعي منكما ما قلته من قبل.

Bog aan la aqoon