Sidaasuu Zarathustra Ku Hadlay: Buug loogu talagalay Qof Walba iyo Qofna
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Noocyada
أما أنا ومقدراتي فما نوجه خطابنا لا إلى اليوم ولا إلى الأبد، وبوسعنا أن نصبر على الصمت؛ لأن أمامنا مدى طويلا وسيأتي زمن لن يكون فيه للقادم أن يعبر ويتوارى، ومن هو هذا القادم؟ إن هو إلا الصدفة العظمى أي ملك الإنسان؛ إذ يحكم فيه زارا ألف عام.
وإذا كان هذا الملك لم يزل بعيدا، فما يهمني هذا البعد وأنا الواثق من أنه لا بد قادم. إنني أستند من هذه الثقة إلى الأسس الأبدية، إلى هذه الصخور والجبال القديمة المنتصبة بين الرياح مترصدة ما كان وما سيكون.
فاضحك أيها الشر الكامن في، وأرسل قهقهتك الهازئة من أعالي هذه الجبال، وألق بشباكك لاصطياد خير الأسماك البشرية، اذهب رائدا جميع البحار فإن كل ما فيها هو لي، التقط الجميع وارتفع به إلي. إن هذا ما يتوقعه أوفر المتصيدين شرا.
اذهبي في عرض البحار أيتها الطعمة وغوري في الأعماق لاصطياد سعادتي، واقطر أحلى قطراتك المعسولة أيها القلب طعمة شهية تحل في أحشاء المصائب المروعة الدكناء.
إن أنظاري تمتد إلى أعمق الآفاق فيا للبحار تتسع أمامي ويا لمستقبل الإنسانية يفلق الضحى وما فوقي ينبسط السكون على تورد الآفاق، فيا للصفاء لا تكدره الغيوم.
استنجاد
وفي صبيحة اليوم التالي، جلس زارا على مقعده الحجري أمام غاره، وسار نسره وأفعوانه يتجولان في الأرض لتدارك أطعمة جديدة وعسلا جديدا؛ لأن زارا كان بدد حتى آخر قطرة من العسل القديم.
وبينما كان مستغرقا في تفكيره وهو متكئ على عصاه يتفرس في ظل جسده، انتفض فجأة؛ إذ لاح له ظل آخر يرتسم قرب ظله، ووقف متلفتا إلى ما وراءه فإذا بالعراف واقفا على مقربة منه، وهو من قاسمه الغذاء يوما على مائدته فأهاب إلى الخمول قائلا: «إن كل الأمور متشابهة ولا شيء يستحق العناء؛ لأن لا معنى للوجود، والحكمة خانقة قاتلة.»
ولكن ملامح هذا العراف كانت تبدلت منذ ذلك العهد، وما أمعن زارا النظر فيه حتى استولى عليه زعر مما رأى على سحنته من طلائع الشؤم.
وأدرك العراف ما يمر في خاطر زارا؛ فبسط كفه ماسحا وجهه كأنه يريد محو ما ارتسم عليه، ومسح زارا وجهه أيضا حتى إذا عاد الاطمئنان إلى كليهما تصافحا فقال زارا: أهلا بك يا بشير التراخي والجمود، ولعلك استفدت شيئا من نزولك ضيفا علي فيما مضى، فاجلس اليوم أيضا إلى مائدتي واسمح أن أجالسك أنا الشيخ الممتلئ غبطة وحبورا.
Bog aan la aqoon