Sidaasuu Zarathustra Ku Hadlay: Buug loogu talagalay Qof Walba iyo Qofna

Filiks Faris d. 1358 AH
189

Sidaasuu Zarathustra Ku Hadlay: Buug loogu talagalay Qof Walba iyo Qofna

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

Noocyada

وأمرت الناس بأن يهدموا كل قديم ، وأن يقفوا أمام كل عقيدة هرمة ضاحكين مستهزئين بمعلميهم وقديسيهم وشعرائهم ومخلصي عالمهم.

أمرتهم بأن يهزءوا بصرامة حكمائهم وحذرتهم من المفزعات السوداء المنصوبة على شجرة الحياة.

أمرتهم، واتخذت لي مقعدا عند حافة مضيقهم، وقد حفل بالنعوش والأشلاء وحامت فوقه الغربان، وبت أضحك هازئا بماضيهم المتداعي وقد تناثرت أمجاده، وأثور كمن أعطي سلطانا على الخير والشر وكمن مسه الجنون صابا جام الغضب واللعنة على كل كبائرهم وصغائرهم، وما هزئت إلا بأحقر ما في خيرهم وشرهم.

لقد كانت أشواقي تتدفق مني هتافا وضحكا، وما أشواقي إلا الحكمة المتوحشة التي نشأت في أعالي الجبال بجناحين يملأ حفيفهما الفضاء، ولكم تسامت هذه الأشواق بي إلى ما فوق الذرى، فاندفعت معها كالسهم المرتعش يهزه حنينه إلى مصدر النور، إلى مجاهل المستقبل التي لم تبلغها الأحلام، إلى الظهيرات التي لم يلمس الوهم حرارتها، إلى حيث يرقص الآلهة وقد استحيوا من الاستتار بأي رداء.

ليس لي أن أصف ما هنالك بغير الرموز؛ لذلك أجدني محفوزا إلى تمتمة ما أقول فأتذبذب كالشعراء، والحق أنني لأخجل من اضطراري إلى الأخذ ببيانهم.

لقد لاح لي كل شيء رقصا ونكات إلهية؛ لأن العالم قد انطلق هنالك من كل قيد فالتجأ إلى نفسه، فازعا إليها كما يفزع الآلهة أبدا إلى ذاتهم مفتشين عليها بإنكارها وبتكرار العودة إليها.

هنالك لاح لي الزمان سخرية بالأزمان المجزأة، ورأيت واجب الوجود عبارة عن حرية سعيدة تداعب الحرية نفسها.

هنالك وجدت شيطاني القديم وعدوي الحديث روح الكثافة، وما أبدع من قبور وشرائع وضرورة ونتائج وأهداف وإرادة وخير وشر.

وجدت كل هذا ميدانا ممهدا لأقدام الراقصين، فليس من مرقص بلا مسرح، وليس من روح خفيفة لا تزحف عند أقدامها الخلدان والأقزام.

3

Bog aan la aqoon