Sidaasuu Zarathustra Ku Hadlay: Buug loogu talagalay Qof Walba iyo Qofna
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Noocyada
أواه! ليت الفجر لم يباغتني بعنفه، فإنه لغيور علي من أحلام صباحي وعنف أشباحها.
لقد أراني حلمي أن لمن ملك الزمان أن يقيس الدنيا، ولمن أحسن الوزن أن يزنها، ولمن له جناحان جباران أن يجتاز مداها، وكل بصيرة حديدة تقتحم المعضلات بوسعها أن تدرك ما تضمر هذه الدنيا.
بأي صبر تذرع حلمي اليوم ليزن الدنيا، وهو المركب نصفه شراع ونصفه عاصفة، وهو السابح صامتا بجناح الفراش والمنقض متسارعا بمخالب الصقور؟
هل أسرت حكمة نهاري نجواها إلى هذا الحلم، وهي الحكمة الهازئة بكل «العوالم التي لا حد لها.» وأنا القائل: حيث توجد القوة فهنالك يتسلط الكم فالعدد هو الأقوى.
لقد أحاط حلمي بكل وثوق بهذا العالم المتناهي فما ذهب مع سائق الفضول ولا التجسس، وما ارتعد ولا توسل.
رأيت الدنيا على متناول يدي كتفاحة ناضجة ذهبية ناضرة المنظر ناعمة الملمس.
رأيت الدنيا على الجرف العالي المشرف على البحر كأنها شجرة تومئ إلي وقد انبسطت أفنانها والتوى جزعها كمتكأ للمسافر وقد أنهكه التعب.
رأيت العالم يتقدم لملاقاتي كأنه يدان تحملان طبقا نثر عليه كل ما تشتهي الأعين المتعففة الخاشعة.
إن العالم الذي طالما كان بغيضا مذموما تجلى لي اليوم طيبا في إنسانيته، فهو لا يصد الناس بانكماشه على أسراره، ولا يخدر حكمتهم بالإغراق في إبهامه.
أنا مدين بالشكر لحلم صباحي؛ لأنه وزن العالم في الساعة الأولى فبدأ لي العالم طيبا في إنسانيته وهكذا جاء الحلم معزيا لقلبي، وها أنذا أقتدي به وقد طلع النهار فأضع في الميزان الثلاثة الشرور العظمى.
Bog aan la aqoon