Sidaas Ayaa La Abuuray: Sheeko Dheer
هكذا خلقت: قصة طويلة
Noocyada
فقبلتني مرة أخرى وقالت: نعم الجواب يا حبيبتي، فهكذا يكون الأدب، وهذا ما كان ينتظره أبوك وما كنت أنتظره منك.
وفي الغد جاء الطبيب ومعه صديق له وقابلا والدي في السلاملك، فلما انصرفا جاء والدي فقبلني وأخبرني أنهم سيقرءون فاتحتي بعد غد.
وبعد غد جاء الطبيب ومعه أهله، واستقروا مع والدي في السلاملك، وقرءوا الفاتحة، وأديرت عليهم المرطبات، هنالك انطلقت ألسن الخدم بالزغاريد، وهنالك شعرت بأني خطوت خطوة واسعة نحو آمالي في حياة جديدة.
وأصبح خطيبي أكثر حرية في التحدث إلي حين زياراته إيانا، وشعرت بأن الحظ أسعدني بما لم أكن أسعد به لو أن أحدا غير هذا الطبيب قد خطبني، فلو أن ذلك حدث لما رأيت خطيبي إلا في فرجات النوافذ، ولما استمعت إلى صوته إلا إذا تسمعت من وراء الأبواب حين حديثه مع أبي، كان ذلك حكم الوقت على كل فتاة تخطب، أما وقد سعدت بما لم تسعد به غيري فقد أيقنت أن الحظ يبسم لي، وأن القدر سيعوضني عن فقد أمي عاطفة جديدة، تلك عاطفة الحب المتبادل.
وشغل أبي وشغلت معه بجهازي، وكانت زوج أبي تشاركنا الرأي في بعضه، وتكون صاحبة الرأي الأخير في أمر الحلي والثياب، وكانت فيما تقوم به من ذلك غير ضنينة ولا متلكئة، فلما أتممنا الجهاز أقيمت حفلة الزفاف، حفلة نادرة باهرة، وبدت زوج أبي ليلتها في أبهى حللها وأبدع زينتها، وقد تلألأ جمالها حتى كانت كأنها عروس الحفل، أما أنا فكنت أنتظر بصبر ذاهب نهاية الاحتفال؛ لأذهب مع زوجي إلى بيتي، ولأنسى في أحضانه متاعب الحياة.
وانتقلت معي إلى بيتي خادم كانت عندنا من عهد أمي، وكانت أمي قد وعدتها بأن تكون في خدمتي حين أتزوج، فلما اطمأننت في غرفة نومي، وآن لي أن أخلع ثيابي، وجاءت هذه الخادم تعاونني قالت في ابتسام: أسمعت يا سيدتي كلام السيدات في الفرح؟! أحسبك كنت مشغولة عن كل شيء بانتظار المجيء إلى هنا.
قلت: هذا صحيح، وماذا قلن؟
وأتمت الحديث بقولها: لقد أدهشتهن زينة سيدتي زوج أبيك حتى قالت إحداهن: لمن الفرح؟ أهو للبنت أم للست؟
وأجابت الأخرى: هو للبنت اغتباطا بذهابها إلى بيتها، وهو للست اغتباطا بتخلصها من بنت ضرتها واستقلالها بالبيت وسيده فلا يكون لها فيهما شريك.
وابتسمت لحديثها، ولم تلبث حين رأتني خلعت ثيابي أن غادرت الغرفة ليجيء إليها رب البيت، ليجيء إليها زوجي العزيز الحبيب الطبيب الشاب.
Bog aan la aqoon