وكان خالد قد سمع برملة بنت الزبير، وأراد خطبتها. فلما جاءته ليلى سألها عنها فذكرت له أنها لم ترها، فكلفها أن تستفهم عنها عزة الميلاء في المدينة، وكتب إلى أخيها عبد الله بن الزبير يخطبها منه، وسلم الكتاب إلى حسن وأرسله مع ليلى وأوصاه إذا أمرته ليلى بالذهاب إلى مكة أن يذهب ويدفع الكتاب إلى عبد الله بن الزبير ويبذل جهده في إقناعه، وكان حسن يحب خالدا حبا شديدا، فعزم على أن يبذل ما في وسعه لتنفيذ مرامه، وكان له في المدينة وطر يحن إلى قضائه، فأسرع مع ليلى حتى وصلا إلى المدينة مساء ذلك اليوم، فعرج هو إلى منزل يمكث فيه ريثما تعود ليلى.
أما ليلى فلما عادت من منزل عزة أمرت الخادم أن يذهب بالجمال إلى منزل سكينة بنت الحسين، على أن توافيه إلى هناك. وسارت لمقابلة حسن في الملتقى. فلقيته في انتظارها على مثل الجمر، فأخبرته بما دار بينها وبين عزة وأوعزت إليه أن يسافر إلى مكة في المهمة التي جاء من أجلها ودعت له بالتوفيق.
الفصل الرابع
حسن وسمية
ولما خلا حسن إلى نفسه، عاوده ما كان يتقد في قلبه من الوجد. وكان يحب فتاة عرفها منذ أعوام وأنقذها وأباها من الموت في العراق في أثناء القتال ضد المختار بن عبيد، وقد تعاهدا على الزواج، وهو يعلم أنها تقيم بالمدينة ولكنه لم يكن يعرف منزلها، فرأى أن يسأل عزة في أمرها بوصفها أخبر أهل المدينة بنسائها. فسار توا إلى عزة وكانت لا تزال جالسة وقد خرج طويس من عندها.
وكان حسن طويل القامة، حسن الخلقة، في وجهه دلائل المروءة وصدق المودة، وعيناه تتقدان ذكاء وحدة. فلما أقبل على عزة استقبلته باشة. وكانت قد تعودت كثرة الوافدين عليها من سائر البلاد. على أنها استغربت قدومه إليها في آخر الليل.
واعتذر حسن عن ذلك فقال: «إني قادم إليك في أمر أقلقني وحرمني المنام، وليس لي من يفرج كربي سواك.»
قالت: «قل ما بدا لك.»
قال: «إني أحب فتاة من أهل المدينة، ولكنني لا أعرف منزلها ولا أدري أمقيمة هي هنا أم سافرت إلى بلد آخر.»
قالت عزة: «ما اسمها؟»
Bog aan la aqoon