قال الفارس: «لا يمكنك الخروج من هذا المكان».
قال: «لا بد من خروجي.» ثم هم بالعدو ليذهب توا إلى خيمة الحجاج ويحاول إحباط مكيدة عرفجة، ولكن الفارس حذره قائلا: «خير لك أن تمكث هنا.»
فقال: «وإذا لم أمكث؟»
قال: «إننا مأمورون بإبقائك هنا حيا ريثما يجيء الأمير.»
فأدرك حسن أن الحجاج إنما أراد الإبقاء عليه ليبحث التهمة التي وجهها إلى عرفجة في شأن الكرسي، فتجلد وقال: «أقول لكم لا بد من ذهابي الساعة إلى الأمير، وإلا فخذوني إلى السجن أمكث فيه إلى الصباح.» قال ذلك ومشى فتجمهروا حوله ليمنعوه، وإذا بفارس أقبل من بعيد ووراءه بضعة فرسان، فلما رآه حراس الخباء تهامسوا فيما بينهم ثم ترجلوا. ففهم حسن أن الحجاج وحاشيته هم القادمين. فوقف ينتظر ما يكون.
وكان الحجاج ما زال بثيابه التي حارب فيها ابن الزبير وقد غطته الدروع هو وجواده وعليها بقع الدماء. فلما أقبل قال للفرسان: «ماذا تفعلون هنا؟»
فقال عريفهم: «نحرس هذا الخباء لنمنع من فيه من الخروج.»
قال: «ومن أمركم بذلك؟»
قال: «أمرنا به عرفجة باسم مولانا الأمير.»
فأطرق الحجاج وقد أدرك أن عرفجة لا هم له إلا الإيقاع بحسن ولم يكن الحجاج يعلم بمجيء هذا إلى خباء سمية ولا بما أمر به عرفجة، وإنما جاء إلى خباء نسائه لأنه تحلل من قسمه بعد مقتل ابن الزبير، فلما علم بما أمر به عرفجة، سأل العريف: «وهل حاول أحد الخروج؟» فقال العريف وهو يشير إلى حسن: «وجدنا هذا الرجل خارجا، وطلب الذهاب إلى الأمير.»
Bog aan la aqoon