فصل في آداب التلبية وغيرها
قال في الأحكام: (( ثم يلبي ولا يفحش في تلبيته بشدة الصياح ولا يخافت بها، وكل ما علا من الأرض نشزا قال: الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر. وإذا انحدر لبى، ولا يغفل التلبية الفينة بعد الفينة، ويتوب إلى الله من الخطيئة، ويحذر الرفث والفسوق والجدال والكذب، فإنه من الفسوق.)). وفي منسك الإمام زيد بن علي عليهما السلام: (( فعليك بتقوى الله وذكره كثيرا، وقلة الكلام إلا في خير، فإن من تمام الحج والعمرة أن يحفظ الإنسان نفسه كما قال تعالى: ? فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ?...))، إلى قوله عليه السلام: (( فعليك بورع يحجزك عن معاصي الله تعالى ، وحلم تملك به غضبك، وحسن الصحبة لمن صحبك، ولا قوة إلا بالله.))
قلت: وروي مرفوعا أنه إذا أشرف على واد هلل وكبر، أخرجه الستة. وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: (( كنا إذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا سبحنا.)). وعن عبدالله بن عمر قال: (( كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا قفل من الحج أو العمرة، ولا أعلمه إلا قال الغزو، ويقول كلما أوفى على ثنية أو فدفد كبر ثلاثا، ثم قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون. صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده.))، أخرجهما البخاري. فلا التفات لما في جرار الشوكاني ولفظه: (( أقول: لم يرد في التكبير مطلقا في هذه المواطن ما يصلح للتمسك به لا عند الصعود ولا عند غيره.))، انتهى. فإن كان عرف الرواية فهو افتراء، وإن جهلها فكان الواجب عليه أن يقول: لا أعلم. وكم له من أمثال هذه، ولسنا بصدد المجاراة ولكن للتنبيه، والله ولي التوفيق.
قال أئمتنا عليهم السلام: ويلبي في الأسحار وعقيب الصلاة ولو كان جنبا أو حائضا، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعائشة: (( واصنعي ما يصنع الحاج... ))الحديث.
Bogga 30