Hafiz Najib
حافظ نجيب : الأديب المحتال
Noocyada
ومن يزرع الصحرا يليق به العطب
جدير بمثلي أن يرى الكون قائما
عليه وأحرى يا زمان به الندب
فقد كنت أعمى أجهل الدهر طائشا
يخادعني أهل الوشاية والصحب
وهذه الأبيات، بناء على ما ذكره حافظ في اعترافاته، تخص الأميرة فيزنسكي. وفيها يقول إن آماله في الحياة والحب قد انتهت، بانتهاء علاقته بفيزنسكي، وأصبحت مشاعره متضاربة. فلا البعد عنها يشجيه، ولا القرب منها يشجيه! لدرجة أن ضميره مات، فلا ينفع فيه طب ولا دواء مهما حاول الطبيب إحياء هذا الضمير! ويطالب بعد ذلك بالكف عن عتابه، فما نفع العتاب في جسد ميت بلا روح ولا ضمير، وما نفع الصياح أو الصراخ في إنسان فاقد لحاسة السمع! فكفى بهذا الإنسان خداع الغير، فقد لاقى الصدق، وظنه صدقا صافيا، فوجده صدقا حالك السواد! وعلى هذا المنوال يسير حافظ في أبياته، مستشهدا ببعض الأمثلة التراثية، والأمثال الشعبية، والأقوال المأثورة، ليثبت بها أنه الضحية، وأنه المظلوم المخدوع!
وفي قصيدة أخرى، يقول:
5
وما أنا ذو ذعر وما أنا خائف
ولكن حكم الحب في أهله صعب
Bog aan la aqoon