غص بالكلام ثم استدرك: للعلاج كما ترى ..
ارتعد عثمان. رأى أن الخطر يوشك أن يدهمه. بلا رحمة. هتف بطريقة مؤثرة كالمطارد: يا للفظاعة، ما كنت أتصور، ما كنت أتصور أن أرد لك طلبا، فضلا عن هذا الطلب بالذات، أيسر علي أن أسرق من أن أرفض طلبك ..
فازدرد الرجل ريقه وقال بيأس: ولا جنيه واحد؟! - ألا تصدقني يا أعز الناس؟! والله لولا الحياء، لولا الحياء ..
يئس الرجل تماما. غرق في أفكار مجهولة. قام بصعوبة وهو يقول: إني مصدقك، كان الله في عونك، ربنا يلطف بنا كلنا ..
دمعت عينا عثمان وهو يصافحه. دمعة حقيقية. لا تمثيل فيها. هي تكثيف لبعض أبخرة الصراع المعذب الناشب في أعماقه. كاد يلحق به. لكنه لم يتحرك. تركه يذهب. رجع إلى المكتب وهو يناجي نفسه: يا للعذاب! ..
وقال: كان يجب أن نقد من صخر أو حديد لنستطيع تحمل الحياة ..
وقال أيضا: الطريق طويلة جدا، عزائي أنني أقدس الحياة - نعمة الله - ولا أستهين بها!
في نفس الأسبوع أبلغ بنعي سعفان بسيوني! فصدم صدمة عنيفة رغم أن الأمر كان متوقعا.
ومن شدة ألمه صاح بنفسه: كف عن التألم، لديك من العذاب ما يكفيك.
وتساءل: إني محسود فهل أنا سعيد؟
Bog aan la aqoon