من أي ملة هو ومن أي دين؟
الله وحده يعلم.
لماذا تحبونه وتقدسونه وتنذرون له النذور إذن؟
من يدري ربما كان ذلك لحكمة تخفى على البشر.
ونحل جسدي، وبدأت ألوان كثيرة تتابع أمام عيني إذا وقفت، وأحيانا كنت أكلم نفسي، ونظرت في المرآة يوما فكدت لا أعرف ملامحي.
وخفت ولعنت السلطان ولغزه واليوم الذي قدمت له فيه النذر، خفت أن أموت، وأقسمت أن لا أعود أفكر فيه، جعلني أبي أقسم أمامه عل صحتي تعود، ولم تعد إلي الصحة؛ إذ لم أستطع أن أمنع نفسي من التفكير، حتى ولا بعد أن أخذني أبي إلى الحكيم، وقال لي الرجل السمين الطيب وهو يمسك يدي الناحلة بكفه الطرية التخينة الدافئة: «مالك يا بني؟»
وخفت أن يعتبرني مجنونا إن أنا قلت له، ويرسلني إلى السراية الصفراء، فقلت: «ما فيش»، وفحصني فلم يجد شيئا، ولكني انتهزت فرصة خروج أبي، وخفت أن أجن إن أنا لم أقل له، فترددت وأنا أسأله إن كان يعرف حلا لهذا اللغز، وسألني ما هو ذلك اللغز؟ وقلت له كل شيء، وختمت كلامي بأن ما أمرضني هو أني لم أجد حلا ولا تفسيرا.
وأطرق الرجل بوجهه السمين حتى تفرطح لغد الدهن المتهدل من عنقه ثم رفع رأسه، ولم ألمح في وجهه استخفافا ولا تكذيبا، كل ما حدث أنه رفع لي يده وقال بوجه طيب جاد: «دول إيه يا بني؟»
وحرك أصابعه، فقلت: «صوابعك.» - «كم صباع؟» - «خمسة.» - «أنت متأكد؟! عد تاني.»
ومع أني كنت متأكدا تماما إلا أني عددتها فعلا ووجدتها حقيقة خمسة، فابتسم الرجل وقال: «طب أوجد لي حل اللغز ده؛ اشمعنى الواحد له في كل يد خمس صوابع بس؟! ليه ما يكونوش ثلاثة؟! وليه ما يكونوش ستة؟! اشمعنى خمسة بس؟! جاوبني!»
Bog aan la aqoon