وكانت قد تركت يد الأخ الأصغر وراحت يدها اليسرى تقضم أظافر اليمنى وتعبث بها، بينما الأخ يحاول أن يجذب يدها ليعود يمسكها بلا فائدة، وكان ذيل حصانها يهتز باستمرار، اهتزازات أفقية، ورأسية، وبيضاوية، ودائرية، وأحيانا يرتعش، فقط يرتعش، شعراته المنضمة إلى بعضها في حزمة ترتعش، وتتباعد قليلا، ثم تعود إلى الانضمام.
ولم أعد كثير الحماس لسماع ما يدور بينهما، جاري كان هو المتحمس، وكان من فرط حماسه قد مد رقبته على آخرها حتى كادت تصبح له أذن عند فم الفتى وأخرى عند فم الفتاة.
وحين عدت كان الشاب يتحرك كمن يستعد للنزول، فقال لها وكل عضلة في وجهه وذراعيه تنتفض وتشجعها: «خلاص!»
واهتز ذيل الحصان اهتزازات رأسية كثيرة متلاحقة.
وعاد وهو يقول: «أوعي تنسي النمرة.»
واهتز ذيل الحصان اهتزازات أفقية تنفي بها. - «طب كام؟!»
وواجهته بعيون مرتعشة وقالت: «مش 899؟!»
ثم سكتت وخجلت وأطرقت، وبسرعة عادت تقول: «899592.»
وتهلل وجهه فرحا، وكاد يعانقها قائلا: «برافو! إيه ده؟! دا انتي داهية! ح تكلميني إمتى؟!» - «يمكن بكره.» - «لأ، النهارده.» - «أما اشوف.» - «النهارده!» - «طب، النهارده.»
وخيل إلي أنه يكاد - لولا الناس - يقبلها، بل لم أستبعد أن يفعلها، فقد كان واضحا أنهما لا يحسان كثيرا بكل ما حولهما.
Bog aan la aqoon