Hadith of the Calamity on Thursday in Sahihs
حديث رزية يوم الخميس في الصحيحين
Noocyada
وقد أوردوا في مصادرهم عن علي بن أبي طالب أنه مدح الخلفاء الراشدين من قبله فقال –مثلًا- في عمر ﵁ في خطبته: " ووليهم والٍ فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه " (١).قال شراح نهج البلاغة " ... هذا الوالي هو عمر بن الخطاب" (٢).
وقال مادحًا عثمان ﵁:" والله ما أدري ما أقول لك؟ ما أعرف شيئا تجهله، ولا أدلك على أمر لا تعرفه، إنك لتعلم ما نعلم ما سبقناك إلى شيءٍ فنخبرك عنه ولا خلونا بشيء فنبلغكه، وقد رأيت كما رأينا وسمعت كما سمعنا وصحبت رسول الله ﷺ كما صحبنا وما ابن قحافة ولا ابن الخطاب بأولى لعمل الحق منك وأنت أقرب إلى رسول الله ﷺ وشيجة رحم منهما وقد نلت من صهره مالم ينالا " (٣).
وهو كلام صريح من علي في مدح عثمان ﵄ بمدح لا أعرف أحدًا من الصحابة ولا من بعدهم إلى يوم الناس هذا مدح عثمان ﵁ بمثل هذا الكلام، وهو إقرار صريح منكم بقرب وفضل الصديق والفاروق وعثمان من الحق.
ثم تأمل نفي أم المؤمنين عائشة ﵂ لتلك الوصية وغيرها: فعن الأسود قال: ذكروا عند عائشة أنّ عليًا ﵄ كان وصيًا فقالت:"متى أوصى إليه وقد كنت مسندته إلى صدري. أو قالت: حجري فدعا بالطست فلقد انخنث في حجري فما شعرت أنه قد مات فمتى أوصى إليه" (٤).
فعائشة ﵂ لم تنفِ صدور مطلق الوصية منه ﷺ إذ ثبتت وصيته ﷺ بإخراج المشركين من جزيرة العرب وإجازة الوفد وتجهيز جيش أسامة ﵁،وإنما نفت الوصية لعلي ﵁ سواء أرادت نفي وصيته ﷺ بفدك أو باستخلافه ﵁.
وهذا يدلنا على عمق امتداد هذه الشبهة ووقوعها في وقت مبكر، ومحاولة بعض الناس استغلالها في مشاريعهم المشبوهة ضد الإسلام من خلال بث الشبهات والشهوات في الأمة، لذا طالما سئل علي ﵁:هل خصكم رسول الله ﷺ بشيء؟ فقال: لا؟
(١) نهج البلاغة بشرح أبي حديد ٤/ ٥١٩. (٢) شرح أبي حديد ٤/ ٥١٩،وكذا شرح ميثم البحراني ٥/ ٤٦٣،والدرة النجفية ص٣٩٤. والحديث أصله في مسند أحمد:"عن علي ﷺ أنه قال يوم الجمل: إنّ رسول الله ﷺ لم يعهد إلينا عهدا نأخذ به في الإمارة ولكنه شيء رأيناه من قبل أنفسنا ثم استخلف أبو بكر رحمة الله على أبي بكر فأقام واستقام ثم استخلف عمر رحمة الله على عمر فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه".وفي إسناده رجل مجهول لا يعرف. (٣) نهج البلاغة ص ٢٩١ شرح محمد عبده، وشرح أبي الحديد ٩/ ٢٦١. (٤) أخرجه البخاري (٢٥٣٦)،ومسلم٨/ ١٢٤ (١٦٣٦)،وغيرهما.
1 / 22