Sheekada Ciise Ibnu Hishaam
حديث عيسى بن هشام
Noocyada
الباشا :
قد كنا نسمع في زماننا بشيء من هذا القبيل يقال له: «غازيته» وكانت تصدر عندنا واحدة منها بالتركية اسمها «روزنامه وقائع» وأخرى بالعربية اسمها «الوقائع المصرية» تدون فيهما المدائح والتهاني ويذكر فيهما انتقال الركاب العالي، ولكن إن كانت الجرائد قد ارتفعت اليوم إلى ما تزعم، فلا بد أن يكون قد اشتغل بها واهتم بأمرها كبراء العلماء الأعلام وعظماء المشايخ الكرام، ولنعمت الوسيلة وحسنت الطريقة في تبليغ الناس ما يصلحهم في معاشهم وينفعهم في معادهم، فعلي بواحدة منها.
عيسى بن هشام :
علماؤنا ومشايخنا، يغفر الله لهم، هم أبعد الناس عن اجتياز هذه الطريق وممارسة هذه الصناعة، وهم يرون الاشتغال بها بدعة من البدع ويعتبرونه فضولا تنهى عنه الشريعة وتداخلا فيما لا يعني، فلا يأبهون بها، وربما اختلفوا في كراهة الاطلاع عليها أو إباحته، وقد مارس هذه الصناعة قوم آخرون غيرهم فيهم الفاضل وغير الفاضل، واتخذها بعضهم حرفة للتعيش بها والتكفف على أية حالة كانت، فلا تجد بينهم وبين أهل الحرف وباعة الأسواق فرقا في الغش والخداع والكذب والنفاق والمكر والاحتيال للاستلاب والاغتيال.
عمروا موضع التصنع فيهم
ومكان الإخلاص منهم خراب
فذهب منها الغرض المقصود وسقط شأنها بين العامة بعد أن سفل قدرها عند الخاصة، وأصبح ما كان يرجى فيها من النفع دون ما تجلبه من الضرر، ومن العقلاء من لا يزال يرجو من الأيام أن تدور يوما بتهذيب هذه الحال ورفع هذه الصناعة إلى الدرجة اللائقة بها من الشرف وعلو القدر، والحكم كله للقارئين في الإقبال على ما ينفع والانصراف عما يضر
فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ، ثم ناديت البائع فاشتريت منه أربعا، وفتحت واحدة أقرأ على صاحبي نتفا من أخبارها فوقع نظري فيها على كلام طويل عن الحكم على أحمد سيف الدين، فأسمعته ما جاء فيه من وصف ما يقاسيه هذا الأمير من خشونة العيش في سجنه، واستدرار الدموع لما يلاقيه هذا الغلام من ضيق السجن وهو من سلالة الولاة والأمراء، ثم قلت له بعد أن انتهيت من أقوال الجريدة في استعطاف القلوب والتماس العفو.
انظر أيها الباشا كيف وصلت بنا الحال في المساواة وقد علمت ما أصاب «البرنس» أحمد سيف الدين من حكم المحاكم عليه، فكيف تترفع نفسك بعد ذلك، وتأبى الخضوع للقانون والامتثال لأحكامه والتوسل بطرقه للخلاص مما وقعت فيه.
الباشا :
Bog aan la aqoon