134

Sheekada Ciise Ibnu Hishaam

حديث عيسى بن هشام

Noocyada

فإن زاد شيئا عاد ذاك الغنى فقرا

ويقول في محاسن الأخلاق: «الجود حارس الأعراض، والحلم فدام السفيه،

10

والعفو زكاة الظفر، والاستشارة عين الهداية، وأشرف الغنى ترك المنى، وكم من عقل أسير عند هوى أمير، ومن التوفيق حفظ التجربة، ومن لان عوده كثفت أغصانه، ومن لانت كلمته وجبت محبته».

ويقول في مساوئ الصفات: «الكاذب في نهاية البعد من الفضل، والمرائي أسوأ حالا من الكاذب؛ لأنه يكذب فعلا وذلك يكذب قولا والفعل آكد من القول، فأما المعجب بنفسه فأسوأ حالا منهما؛ لأنهما يريان نقص أنفسهما ويريدان إخفاءه والمعجب بنفسه قد عمي عن عيوب نفسه، فيراها محاسن ويبديها، وإني لأعجب للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب ويفوته الذي إياه طلب، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء، ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء، وأعجب للمتكبر الذي كان بالأمس نطفة وفي الغد جيفة، وأعجب لمن يغفل صبره ويشكو إلى الناس دهره، فإن كان عدوا سره وإن كان صديقا أساءه، وليس مسرة العدو ولا مساءة الصديق بمحمودة:

ولا تشك إلى خلق فتشمته

شكوى الجريح إلى العقبان والرخم «والعجز عجزان: أحدهما عجز التقصير وقد أمكن الأمر، والثاني الجد في طلبه وقد فات».

ويقول في ذكر الحياة والموت: «إنما المرء في الدنيا غرض تنتضل فيه المنايا ونهب تبادره المصائب، ومع كل جرعة شرق وفي كل أكلة غصص، ولا ينال العبد نعمة إلا بفراق أخرى، ولا يستقبل يوما من عمره إلا بفراق آخر من أجله، فنحن أعوان المنون وأنفسنا نصب الحتوف، فمن أين نرجو البقاء وهذا الليل والنهار لم يرفعا من شيء شرفا إلا أسرعا الكرة في هدم ما بنيا وتفريق ما جمعا، وعجبت لمن نسي الموت وهو يرى من يموت.»

ويقول في وصف العلماء: «الخير من العلماء من يرى الجاهل بمنزلة الطفل الذي هو بالرحمة أحق منه بالغلظة، ويعذره بنقصه فيما فرط منه، ولا يعذر نفسه في التأخر عن هدايته».

ثم يختم وعظه بقوله:

Bog aan la aqoon