70 - حدثنا أحمد، ثنا عبد الله، حدثني أبي، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا حماد يعني ابن سلمة، ثنا أبو جعفر الخطمي، قال: شهدت عمر بن عبد العزيز وقد دعا غيلان لشيء بلغه في القدر، فقال له: ويحك يا غيلان ما هذا الذي بلغني عنك؟ قال: يكذب علي يا أمير المؤمنين، ويقال علي ما لا أقول، قال: ما تقول في العلم؟ قال: نفذ العلم، قال: أنت مخصوم اذهب الآن، فقل ما شئت يا غيلان إنك إن أقررت بالعلم خصمت وإن جحدته كفرت، وإنك إن تقر به فتخصم خير لك من أن تجحده فتكفر، ثم قال له: أتقرأ ياسين؟ قال: نعم، قال: اقرأ، قال: فقرأ يس والقرآن الحكيم إلى قوله: {لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون} قال: قف، كيف ترى؟ قال: كأني لم أقرأ هذه الآية يا أمير المؤمنين، قال: زد، فقرأ {إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون} قال: كيف ترى؟ " قال: كأني لم أقرأ هذه الآيات قط، وإني لأعاهد الله أن لا أتكلم في شيء مما كنت أتكلم فيه أبدا، قال: اذهب، قال: فلما ولى، قال: اللهم إن كان كاذبا فيما قال فأذقه حر السلاح، قال: فلم يتكلم زمن عمر، فلما كان زمن يزيد بن عبد الملك جاء رجل لا يهتم لهذا ولا ينظر فيه، فقال: فتكلم غيلان، فلما ولي هشام، أرسل إليه، فقال له: أليس قد كنت عاهدت الله لعمر أن لا تتكلم في شيء من هذا الأمر أبدا؟ قال: أقلني قال: (ق20أ) فوالله لا أعود، قال: لا أقالني الله إن أقلتك ، هل تقرأ فاتحة الكتاب؟ قال: نعم، قال: فاقرأ، فقرأ {الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين} قال: قف علام استعنته على أمر بيده لا تستطيعه، أو على أمر في يدك أو بيدك؟ اذهبا به فاقطعا يديه ورجليه، واضربا عنقه، واصلباه.
أخره والحمد لله حق حمده وصلواته على محمد خير خلقه.
Bogga 66